فجر تأجيل مناقشة تقرير "جولد ستون"، عن الحرب الإسرائيلية على غزة، بمجلس حقوق الإنسان الدولى، عاصفة من الاتهامات التى طالت الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن، والتى وجهتها له مختلف الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح التى يترأسها أبو مازن نفسه.
وأشارت الاتهامات إلى تواطؤ أبو مازن مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطينى، لصالح أولاد أبومازن المرتبطين بأعمال تجارية مع شركات أمريكية وإسرائيلية؛ فهل تهدد تلك الاتهامات مستقبل أبو مازن السياسى؟
الدكتور عماد جاد، رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام، يرى أنه ليس من مصلحة إسرائيل أو أمريكا التخلص من أبو مازن، لأنه متعاون معهم من وجهة نظرهم ، لكن فى المقابل هناك أطرافا فلسطينية داخلية تسعى إلى إبعاد أبو مازن عن السلطة لوجود لاختلافهم مع سياساته، لافتاً إلى أن حركة حماس أول الرابحين من الضجة المثارة حول التقرير وعلاقة أبو مازن بتأجيله، لأنها تريد أن تحقق مكاسب داخلية بعد أن فقدت جزءا كبيرا من شعبيتها فى فلسطين.
ورغم اعتقاد جاد أنه لا يوجد بديل من الممكن أن يشغل مكان أبو مازن، فى الوقت الحالى، لأن اتهامات المسئولية عن تصدع المنظمة طالت جميع قياداتها مع أبو مازن، فيما لا تريد بقية الفصائل خوض غمار العملية الانتخابات الرئاسية، لأنها لا تملك القيادة المؤهلة لذلك.
ويرى جاد يرى أن الوحيد المؤهل كبديل لأبو مازن هو مروان البرغوثى لما يتمتع به من توافق شعبى وسياسى حوله شخصه، لكن يظل اعتقاله من جانب السلطات الإسرائيلية حائلاً أمام إتمام أى مشروع سياسى له؛ الا إذا تم الإفراج عنه.
أما د. سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، فيؤكد أن تقرير "جولدستون" يتم استخدامه حالياً فى الصراع السياسى الداخلى لنزع الشرعية عن أبو مازن، مؤكداً فى الوقت ذاته على أنه لا أحد يستطيع نزع أبو مازن من مكانه، لأنه منتخب من الشعب الفلسطينى، وإذا أرادت حماس خلعه من السلطة فعليهم أن يخوضوا الانتخابات القادمة، وأن يحتكموا إلى الشعب من خلال أساليب ديمقراطية، دون استخدم القوة.
وأكد غطاس أن منظمة التحرير هى التى طالبت بتفعيل التقرير بصفتها عضوا مراقبا فى منظمة الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، وأوضح أنها لا تملك بهذه الصفة أن تطلب تأجيل أو شطب التقرير، مشيراً إلى أن زميل أكرم ممثل باكستان والمجموعة العربية والإسلامية فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان، أكد أن قرار التأجيل هو نتيجة تدخل أمريكى روسى بريطانى فرنسى، وأن حركة حماس هى التى عارض طرحه على مجلس الأمن.
أما بركات الفرا، ممثل حركة، فتح فى القاهرة، فقد رفض الحديث فى الأمر، وقال لليوم السابع "يجب على الإعلام أن يبحث عن حلول إيجابية بدلاً من السعى وراء أمور لا تفيد القضية الفلسطينية"، على حد قوله.
بينما يرى نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطينى أن هذه الضجة لا تؤثر على شعبيه أبو مازن أو مكانته السياسية، وإنما هى دليل هلى أن حماس لا تريد الحوار، وأضاف "ليس غريبا أن يقود التحريض ضد أبو مازن قناة الجزيرة المعروفة بأنها تخدم سياسات إقليمية معينة".
واتهم حماد حماس بأنها لا ترغب فى التوقيع على اتفاق المصالحة، وتعليق فشلها على شماعة "جولدستون" الذى يتهمهم بارتكاب جرائم حرب، فضلا عن أنهم فى حماس اتهموا "جولدستون" بأنه يهودى وصهيونى ومنحاز، لكنهم استغلوا التقرير كذريعة للهجوم على أبو مازن.
"البرغوثى" و"دحلان" و"عريقات" أبرز المرشحين
توابع فضيحة "جولدستون" تهدد المستقبل السياسى لـ"أبو مازن"
الإثنين، 12 أكتوبر 2009 04:07 م
الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة