فى إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائى، عرض الفيلم العراقى "ابن بابل"، والذى يعد التجربة الروائية الطويلة الثانية لمخرجه محمد الدراجى (مخرج عراقى مقيم فى لندن)، وبعد عرض الفيلم، عقدت ندوة لمناقشة المخرج وفريق العمل، وأشار الدراجى فى بدايتها إلى أن "ابن بابل" يمثل علامة فى فترة نهضة الإنتاج السينمائى فى دولة العراق، خاصة مع عدم وجود سينما حقيقية مقارنة بالدول الأخرى، واعتمادها فقط على المبادرات الفردية.
وقال الدراجى: "بعد كتابة سيناريو الفيلم، بدأت رحلة البحث عن جهات تدعم إنتاجه، وتوجهت مباشرة إلى وزارة الثقافة العراقية فرفضت إنتاجه لضعف الإمكانيات المادية، وبعدها تقدمت بطلب آخر لرئيس الوزراء العراقى، فوافق على دعم الفيلم بنسبة 20%، مع شرط تغيير شخصيات الفيلم من الأكراد إلى عراقيين، وفى نفس الوقت تدخلت حكومة الإقليم فى مجريات أحداث الفيلم".
وأضاف: "طرقت عدة أبواب لإنتاج الفيلم وذهبت إلى وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الثقافة الهولندية، وتمت الموافقة على دعم الفيلم دون شرط أو قيد، وكان الفضل فى ذلك للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، الذى ساعدنا من خلال علاقاته بالمسئولين فى أوروبا".
وعن الدعم الذى قدمته شركة بيراميديا، قال مخرج الفيلم: "التقيت صدفة مع المخرج اليمنى بدر بن حرسى وعرضت عليه مشاكل إنتاج الفيلم، وقام بدوره بعرض أحداث الفيلم على الإعلامية نشوة الروينى المدير التنفيذى للشركة، التى وافقت على تمويل الفيلم".
وحول صعوبات تصوير الفيلم، قال: "صادفتنا الكثير من المشاكل أثناء تصوير الفيلم، خاصة أن اللقطات التى يظهر فيها الجنود الأمريكان، ومعداتهم العسكرية واعتراض قوات الحكومة العراقية على تصوير المواقع العسكرية، واستغرق تصوير إحدى اللقطات التى تظهر فيها طائرة مروحية أمريكية، أكثر من ثلاثة أسابيع".
وقالت نشوة الروينى المدير التنفيذى لشركة بيراميديا، إن الفيلم رسالة واضحة للتسامح بين الأطراف المتنازعة فى العراق، وأضافت: "كوننا منتجين عرباً يمكننا التأكيد على أن الدول العربية هى أفضل استثمار فى مشروعات الإنتاج السينمائى، خاصة أن الدول العربية تحظى بالعديد من القصص الروائية والشخصيات، وقد جاءت مشاركة شركة بيراميديا فى الإنتاج من منظور إيماننا الكامل بالرسالة التى يتبناها الفيلم، وكذلك القضية التى يطرحها، لذلك فنحن نشرف بذلك.
وأوضح عطية الدراجي، منتج الفيلم، أن العديد من مهرجانات السينما فى الدول العربية والغربية وافقت على عرض الفيلم، إضافة إلى اتفاق منتجى الفيلم مع شركة ART وإحدى الشركات الفرنسية على عرض الفيلم.
يذكر أن الدراجى كان قد قدم تجربته الروائية الأولى بعنوان "أحلام" الذى شارك فى مهرجانات عربية ودولية كثيرة، وحصد العديد من الجوائز.
