فى الوقت الذى لم يخرج فيه وزير الثقافة الفرنسى فريديرك ميتران من الأزمة التى أثارها كتابه "الحياة السيئة"، الذى يتناول موضوع السياحة الجنسية، كشفت صحيفة فرنسية أن ميتران كان قد أدلى بشهادة أخلاقية فى مارس الماضى فى قضية اغتصاب جماعى لفتاة تبلغ 16 عاما قام بها ثلاثة شباب، وقد أكد فريدريك ميتران بأنه "لم يعد يتحمل هذه الهجمات"، معلنا أنه سيلجأ إلى مقاضاة من وضعه فى هذا الموقف المخزى مرة أخرى.
وقالت مجلة "الإكسبرس" الفرنسية إن فريدريك ميتران متورط هذه المرة فى قيامه بتقديم شهادة أخلاقية فى جزيرة لاريونيون الفرنسية لصالح شابين متهمين فى قضية اغتصاب. وقد ندد فريدريك ميتران فى حوار له مع صحيفة "Le Journal du dimanche" بهذا الهجوم "المشين"، مؤكدا أنه "لم يعد يتحمل هذا الهجمات".
وأضاف ميتران أن موقفه فى هذه القضية بسيط، إذ أنه قد قدم شهادته حول أخلاق عائلة سيدة كانت تعمل اخصائية تجميل له فى "فرنس 2". وكانت قد طلبت منه منذ سنوات أن يكون أبا روحيا لابنها الذى يحمل نفس اسمه "والذى لم يره سوى خمس مرات فى حياته". كما أكد فى حديثه للصحيفة أن السياسة عالم يعرفه جيدا ولأن لقبه "ميتران" فإنه لا يتفاجأ بما يحدث.
وفى رسالة حصلت عليها صحيفة Le Quotidien de la Réunion، تحمل إشارة "فيلا مديسيس" وموجهة إلى محكمة الجنايات، يؤكد ميتران، بوصفه مدير الأكاديمية الفرنسية بروما آنذاك، أن عائلة هذين الشابين تتكون من أفراد على درجة كبيرة من الأخلاق، كما يشير فيها إلى التزامه الشخصى بالإشراف على أى إجراء اندماج لصالح الشابين المتهمين.
وقد دافع ميتران عن قيامه بهذه الشهادة الأخلاقية خلال مؤتمر صحفى فى مدينة بوردو قائلا: "إذا كانت أدنى لفتة من التعاطف والكرم تصبح مجالا لمثل هذا الهجوم، فهناك إذن ما يدعو لليأس حيال كل المحاولات الإنسانية".
ويذكر أن وزير الثقافة الفرنسى قد عاش أسبوعا حافلا، حيث اضطر للدفاع عن نفسه ضد اتهامه "بالإشادة بالسياحة الجنسية". وقد تفجرت هذه القصة عندما قرأت مارين لوبان، ابنة زعيم الجبهة الوطنية، مقتطفات على شاشة التليفزيون من رواية ميتران "الحياة السيئة" الصادرة فى 2005 والتى تصور الميول الجنسية لإحدى شخصيات الرواية نحو القاصرين فى تايلاند. وعلى الرغم من اعتراف ميتران عبر إحدى اللقاءات التلفزيونية بإقامة علاقات جنسية مع ذكور فى نفس عمره، لكنه نفى أنه يكون قد قام بذلك مع أطفال.
وقد جاء هذا الأمر فى سياق الانتقادات التى وجهت إلى ميتران بسبب دعمه للمخرج السينمائى الفرنسى من أصل بولندى رومان بولانسكى الذى ألقت السلطات السويسرية القبض عليه حين كان متوجها للمشاركة فى المهرجان السينمائى الدولى بزيورخ، وذلك بموجب مذكرة توقيف أمريكية تعود إلى عام 1977 بتهمة إقامة علاقة جنسية مع فتاة قاصر.
وطالب حزب الجبهة الوطنية وبعض مسؤولى الحزب الاشتراكى فريدريك ميتران بالاستقالة، إلا أنه قد أوضح بأنه لن يترك منصبه. وذكرت صحيفة "لوموند" أن ثلاثين متظاهرا من اليمين المتشدد مصطحبين أطفال فى عرباتهم قد نددوا أمس فى مدينة بوردو بموقف فريديريك ميتران مطالبين باستقالته. وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا تلمس أطفالنا".
للمزيد من الاطلاع أقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
وزير الثقافة الفرنسى يواجه أزمة جديدة بسبب شهادته فى جريمة اغتصاب
الأحد، 11 أكتوبر 2009 03:47 م
أزمة جديدة لوزير الثقافة الفرنسى بسبب شهادتة فى جريمة أخلاقية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة