هايدى عبد الرحمن تكتب:نصائح لا بد منها للتعامل مع عناد طفلك

الأحد، 11 أكتوبر 2009 10:46 ص
هايدى عبد الرحمن تكتب:نصائح لا بد منها للتعامل مع عناد طفلك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تنسى- أيتها الأم- أن طفلك عندما يمر عبر مراحل نموه النفسى أنه تظهر لديه علامات العناد تلك المشكلة التى تأخذ صورة أفعال تمرد عنيفة ومعاكسة لإرادة الأهل فى البداية على نحو متعمد، فالطفل ما أن يبلغ سن العاشرة أوالحادية عشرة من عمره يمر بمرحلة العصيان وعدم الطاعة، وفى هذه المرحلة يظهر سلوك عدم الطاعة بأشكال متنوعة، وهذا شىء طبيعى يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل النمو وهذه المرحلة تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وإمكانياته وقدرته على التأثير فى الآخرين وتمكنه من تكوين قوة الأنا، وقد تحدث لفترة وجيزة أو مرحلة عابرة أو ربما قد يكون نمطا متواصلا أو صفة ثابتة فى سلوكه وشخصيته.. لذا عليك أن تروضيه وأن تتعاملى معه ومع سلوكه باهتمام وحذر كبير بصورة إيجابية لا تزيد الأمر سوءاً.
فأولا عليك بتحديد الأسباب والدوافع التى أدت لتلك المشكلة: فقد تكون نتيجة إلى إصرار الوالدين مثلا على تنفيذ أوامرهما غير المتناسبة مع الواقع كطلب أحديهما من الطفل ارتداء ملابس ثقيلة فى جو دافىء وفى هذه الحالة يكون من الطبيعى جدا للطفل أن يكون له ردة فعل لشىء ليس له مقدرة على تحمله عن طريق العناد قد يكون لأن الأسرة لا تنمى لديه التعبير عن الذات واستقلاليته فيحاول بأى وسيلة إيجاد وتحقيق تلك الاستقلالية المسلوبة منه والتعبير عن نفسه
القسوة من الوالدين وتدخلهما دائما فى كل صغيرة وكبيرة وتقييده بالأوامر التى كثيرا ما تكون صعبة وغير ضرورية فلا يجد مفرا سوى بالعناد للهروب من تلك الأوامر.
قد يكون بسبب تنمية سلوك العناد بداخله عن طريق تلبيتك لكل رغباته وطلباته كلما لجأ للعناد وبذلك تكونى قد زدت الأمر سوءا وشجعته على أن يتخذ العناد وسيلة دائما لتحقيق رغباته بعلاجك لتلك الدوافع تكونين قد تغلبت على تلك المشكلة ووصلت للحل.
أظنك الآن قد توصلت لما عليك اتباعه وهو الآتى:
تجنبى الإكثار من إصدار الأوامر له وعند إصدار أوامرك استخدمى أسلوبا لينا ومرنا فى حديثك معه واستخدمى عبارات تحد من أسلوب الصرامة والشدة مثلا: يا حبيبى- يا قلبى، بمعنى استخدام أسلوب يجعل طفلك يشعر بعدم وجود حاجز أو عائق بينكما.
ادفعى طفلك للسلوك الإيجابى من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلاً من "كن جيدًا" أو "أحسن سلوكك ولا ترمِ الكتب"، قولى: "الكتب مكانها الرف".
كونى حكيمة فى التعامل معه وصبورة وإياكِ والاعتماد على أسلوب الضرب فذلك إما سيزيد من عناده وإما سيعكس الحالة كليا وينمى عنده شعور الإحباط والانطواء وعدم الثقة بالنفس وبالآخر خاصة أنت.
أكدى للطفل أن فعله غير مقبول، وليس هو نفسه فقولى: 'هذا فعل غير مقبول' ولا تقولى مثلاً: 'ماذا حدث لك' أى لا تصفيه بالغباء، أو الكسل، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته.
تحاورى معه وناقشيه كشخص كبير وليس كطفل عقله صغير لا يستوعب أى لا تقللى من قدراته وناقشيه فى أفعاله وأخطائه وما نتج عنها وسبب رفضك لها وأضرارها مثلا: بدلاً من أن تقولى للطفل: 'اجمع ألعابك' قولى: 'يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر'، وإذا رفض الطفل فقولى له: 'هيا نجمعها معًا' وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة؛ أى حدثيه كإنسان ينصحه وقدر الإمكان حاولى أن توصلى له كم تحبينه وأنه لا يوجد عائق بينك وبينه، عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعى لطفلك، فربما عنده سبب منطقى لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شىء يضايقه.
من الطبيعى بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة فى محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلاً من زجره ووصفه بالطماع قولى له: 'أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة الآن، وأخرى للمرة القادمة'. أو اتفقى معه قبل الخروج: 'مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة'. وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به.
إذا اشتد عناده الجئى للعاطفة وقولى له: إذا كنت تحبنى افعل ذلك من أجلى.
إذا لم تجدى معه العقل ولا العاطفة شيئا احرميه من شىء محبب إليه كالحلوى أو الهدايا وهذا الحرمان يجب أن يكون فورا أى بعد سلوك الطفل للعناد ولا تؤجليه ولو قليلا حتى يستوعب لم هذا العقاب ولكى لا ينسى سبب ذلك!.
إياك واستخدام العقاب فى الطعام وحرمانه من تناول الطعام فهذا شىء غير مقبول ومرفوض كليا وأضراره سيئة جدا.

وضحى له من خلال تعابير وجهك ومن خلال معاملتك له أنك لن تكلميه حتى يرجع ولا تسخدمى أسلوب الخصام أبدا بل تجنبيه حتى يرجع عن أفعاله السيئة.
إذا استخدمت هذا الأسلوب ووضعت له قواعد بطريقة واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر، فستستطيعين أن تعدلى سلوكه وستنجحين فى تحقيق أن يصبح طفلا وشخصا مطيعا وبارا وأيضا لديه شخصية جيدة جدا منذ طفولته وأنك استطعت أن تغرزى به تقاليد وقيم وأخلاق رفيعة المقام تكبر معه طوال زمنه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة