ا تتعجب من العنوان يا عزيزى، فقد أصبحت جائزة نوبل "للكلام" أقصد للسلام بهذا الاسم، وذلك بعد فوز المحروس "أوباما" بهذه الجائزة العظيمة التى كانت فى وقت سابق تمنح لمن يستحق أمثال: (نيلسون مانديلا) والذى نجحت جهوده فى نزع فتيل التمييز العنصرى بجنوب أفريقيا، و فى أمريكا نفسها فاز بها (تيودور روزفلت) صاحب اتفاقية السلام بين روسيا واليابان.
وقد كان لمصر على يد العظيم الراحل بطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات نصيباً فى هذه الجائزة، بعد أن أوقف نيران الحرب والدماء واستطاع بعد نصر أكتوبر المجيد أن ينشر رايات السلام على مصرنا الحبيبة.
ولم تمنح الجائزة لهؤلاء الزعماء فحسب، ولكن منحت للعديد من الذين ساهموا فى نشر السلام بحق.
أما العجيب فى هذا الأمر والذى يتشابه مع قصص ألف ليلة وليلة، هو فوز أوباما بجائزة وربما أصبحت هذه الجائزة كورق اليانصيب تمنح لصاحب نصيبه وإللى ربنا راضى عنه.
والمثير للضحك إعلان المسئول عن لجنة اختيار سعيد الحظ بطل السلام لعام 2009، أن الجائزة منحت لأوباما لتشجيعه فى دفع عملية السلام والتى دعا إليها
وأتمنى منك أن تضع خطا كبيرا كخط حلوان المرج، وذلك تحت كلمة دعا، بل إن الأمر وصل إلى الشعور بأن أوباما لديه نية فى جعل العالم خاليا من الدسم أقصد من الأسلحة النووية.
إذن الجائزة أصبحت تعطى للنوايا، وما أشبه الليلة بالبارحة فبالأمس القريب كان المخفى على عينه "بوش" قد أعلن الحرب على العراق لشعوره بوجود أسلحة نووية لديها وبعد انتهاء الحرب لم تظهر الأسلحة الفتاكة، وبرروا ذلك أن صدام كان ينوى امتلاك هذه الأسلحة.
وللعلم أصبحت على مشارف العشرين وطوال هذه السنوات، أعلم جيدا أن النية محلها القلب، لكن مع الولايات المتحدة الأمريكية فالأمر مختلف تماما بل قل إنه عجيبة من أعاجيب الزمان، فهى تعلن الحرب على أساس النية وتمنح الجوائز لأبنائها على أساس النية و كأنهم صناع فيلم (النية العالمية) على غرار منظمة الصحة العالمية التى خطفت الأنظار مع انتشار أنفلونزا الخنازير، ما علينا سيبك من الأنفلونزا وسيبك من النية وسيبك من كل ده بس تعالى وقولى يا حلو يا ترى أوباما بجلالة قدره عمل إيه حتى يحصل على هذه الجائزة؟! وإذا نظرت حولك ستجد أمريكا فى العراق وقواتها فى أفغانستان وفلسطين زى ما هى لا سلام ولا كلام، لا لا بينى وبينك إللى ماشى هو الكلام، فمنذ أن جاء أوباما يبدو أنه حامل لواء الكلام
وربما كان من تلامذة كبار مؤسسى علم الكلام، بل وربما له طريقة خاصة به تعرف باسم الطريقة "الأوبامية" على غرار المعتزلة والجهمية.
و يمكن لنا أن نرى هذه الطريقة الأوبامية التى جاء لنا بها فى القاهرة وتحدث وقال ما قال عن ضرورة ربط الحضارات ونشر الحوار فيما بينها وقال ما قال عن القضية الفلسطينية والتى سيسعى لحلها وربما يفسر ذلك أن الطريقة الأوبامية من طقوسها الكلام ومن آثارها الجانبية عدم الفعل والدليل ما أشرت إليه سواء فى العراق أو أفغانستان أو فلسطين.
و رحم الله عمنا صلاح جاهين الذى قال:
أنا شاب لكن عمرى ولا ألف عام
وحيد ولكن بين ضلوعى زحام
خايف ولكن خوفى منى أنا
أخرس ولكن قلبى مليان كلام
عجبى!!
و لكنه مات ولم يكن يعرف أنه سيأتى وقت من يتكلم فيه يحصد الجوائز، لا يانصيب ولا كلام فاضى من ده ولكنها نوبل للكلام!!.. وعجبى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة