تعد قضية الحرمان من تناول الإسرار المقدسة لمن خالف القرار الذى أصدره البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى والذى حرم دخول أى مسيحى مصرى إلى الأراضى الإسرائيلية لزيارة الأماكن المقدسة بالقدس، أحد أهم القضايا غير المحسومة فى ملفات الكنيسة المصرية.
قال الدكتور كميل صديق عضو المجلس الملى بالإسكندرية، إن أجيال كاملة منذ حرب 1967لم تر القدس حتى الآن بسبب قرار البابا، مشيرا أن الأمر أصبح شبة معلق بسبب تشدد البابا فى هذا القرار وعدم التراجع عنه قائلا: "البابا معندوش تفاهم فى النقطة دى"، حيث جاء قراره بشكل فردى ولا يملك الفصل فيه سوى البابا نفسه، نافيا أن يكون المجلس الملى بالإسكندرية قد ناقش مثل هذه القضية التى تمس عددا كبيرا من أبناء شعب كنيسة الإسكندرية.
كمال زاخر المفكر القبطى ومنسق حركة العلمانيين بالكنيسة أشار فى حديثه لليوم السابع إلى أن القرار يعد أكبر صورة للخلط بين ما هو سياسى و ما هو دينى ، وإخضاع ما هو ثابت لما هو متغير حيث أن العلاقة بين الله والإنسان من الثوابت بينما الأمور السياسية من المتغيرات،خاصة أن علاقة مصر بإسرائيل مرت بالعديد من المراحل منذ حرب 1948 وحتى اتفاقية كامب ديفيد والاعتراف بإسرائيل كدولة رسمية بعد توقيع اتفاقية السلام معها.
وأكد زاخر أن القرار كارثة إيمانية ولا يمكن أن يكون إيمانيا وكنسيا صحيحا، حيث إن قضية الحل والحرم وضعتها الكنيسة فى أوائل عهدها على يد بولس الرسول إلى أهل كرونثوس، وذلك فى إطار السعى لخلاص النفس والتى تهدف إلى قيادة الإنسان إلى الطريق الصحيح.
كمال زاخر: قرار البابا بحرمان الأقباط من زيارة القدس كارثة إيمانية
الأحد، 11 أكتوبر 2009 02:28 م
المفكر القبطى كمال زاخر