سمعت هالة صوت والدها يتحدث إلى زوج المستقبل ويحدد موعد الزفاف كادت أن تطير من السعادة وانطلقت الزغاريد فى كل أرجاء المنزل واحتضن الوالد عريس ابنته وأوصاه عليها وهو يحاول إخفاء دموعه فهى الابنة الوحيدة له زهرة حياته ونور عينه لا يعلم كيف سيعيش بعيدا عنها فهى التى توقظه كل صباح على القبلة الجميلة التى بالنسبة له كقرص الدواء الذى يأخذه قبل الإفطار، وبعد أن أنهت الأم الزغاريد واحتضنت ابنتها وهى تقاوم دموعها حتى لا تفسد فرحة ابنتها جلست تتحدث معها فيما تحتاجه من مستلزمات الفرح وأول شىء طلبته هالة هو أن تأخذ صديقاتها وتبحث عن أجمل فستان زفاف.
الفستان الذى تحلم به منذ نعومة أظافرها، جلست تتخيل شكله وطوله والألماظ الذى يتدلى منه ولونه الأبيض الناصع.
خرجت هالة مع صديقاتها وشاهدت فساتين زفاف كثيرة منها ماهو مرصع بالألماظ ومنها ما يتدلى منه التل الأبيض احتارت فهى تحلم بفستان زفاف ليس له مثيل تكون فيه كالملائكة وتمتطى الحصان الأبيض خلف عريسها الذى عاشت معه أجمل أيامها وتتمنى أن تعيش معه طول العمر.
اختارت هالة فستانا رائعا عندما ارتدته انبهر به صديقاتها وشعرت بسعادة غامرة وهى ترى الفرحة والإعجاب فى عيون من حولها.
عادت هالة للمنزل وهى تحمل فستان زفافها فرحة عمرها واحتضنت والدتها ووالدها وهى فى غاية السعادة.
تحدثت إلى زوج المستقبل تليفونيا وأخبرته بأنها أخيرا وجدت الفستان الذى طالما حلمت به وأخبرها بأنه مشتاق لرؤيته عليها وثقته بأنها ستكون أجمل عروسة ووعدها بأنه سيجهز لها أجمل ليلة زفاف.
جاء يوم الزفاف وقلبها يرقص من الفرحة، وحانت اللحظة التى ارتدت فيها فستان الزفاف والطرحة وانطلقت الزغاريد تهز أرجاء المكان وجلست هالة تنتظر عريسها فى شوق ولهفة وتشتاق لرؤية عينيه وهى تنظر إليها فى هذا الفستان انتظرت طويلا حتى انتابها القلق وكل من حولها يحاول أن يهدئ من روعها وقلقها.
انطلقت الزغاريد خارج الغرفة وسمعت التهانى والكل يصافح العريس ويدعو له بالهناء والسعادة بدأ قلبها يرتعد والعرق يتصبب منها.
سمعت صوت أقدام تقترب من باب الغرفة وفتح الباب، إذا بوالدها يطلب الدخول، قبلها فى جبينها، والدموع انهمرت من عينيه وتأبطت ذراعه وخرجت معه وهى تنظر لكل الوجوه من حولها حتى وقعت عيناها على فارس الأحلام الذى كثيرا ما رأته فى أحلامها واشتاقت لسماع رأيه فى فستان الزفاف.
سلمها والدها لفارسها وهو يدعو لهما،
أمسك يديها ورفع عن عينيها الطرحة وقبلها فى جبينها وهمس فى أذنيها بما اشتاقت لسماعه "أجمل عروسة فى أجمل فستان زفاف".
إن هذه اللحظات هى من أهم اللحظات التى تعيشها الفتاة، والغريب أنها لا تدرى ما سيكون بعد ذلك، لكن الأمل أكبر بكثير من الخوف والتردد، فلتحيا كل فتاة هذه اللحظة بدون وجلٍ أو خوف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة