إسماعيل كاشف يكتب:أنفلونزا الخنازير أهلاً وسهلاً

الأحد، 11 أكتوبر 2009 10:47 ص
إسماعيل كاشف يكتب:أنفلونزا الخنازير أهلاً وسهلاً

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا أنفلونزا الخنازير لقد ظهرت فى الوقت المناسب حيث صارت مشاكلنا مستعصية على الحل فقد اكتظت الـ27000 مبنى مدرسى بالتلاميذ والطلاب ( نحن التربويين نطلق على الدارسين من الصف الأول إلى الثالث الابتدائى تلاميذ وما دون ذلك، وأما الدارسون من الصف الرابع إلى الجامعة طلاباً ولبعض التربويين تقسيمات أخرى) وصارت الكثافة الطلابية تزيد كل عام حتى تعدت الثمانين، ولك الفضل يا أنفلونزا الخنازير فى خفضها إلى عشرين وثلاثين وستصبح الوجبة التعليمية لكل دارس فى نصف ساعة ما كان يتلقاه فى 45 دقيقة وربما أكثر ففى الكثافة الثمانينية قد لا يصل له شىء بالمرة ولذلك هجر الملايين منهم الفصول الدراسية وذهبوا لتعويض الفاقد فى مراكز الدروس الخصوصية وكنا نتساءل فى بلاهة لماذا الدروس الخصوصية؟ فلربما يا أنفلونزا الخنازير تقللين بهذه الطريقة من الدروس الخصوصية وتنالين دعوات أولياء الأمور لك بالصحة والعافية والتحور والانتشار.

يا أنفلونزا الخنازير سيكون لك الفضل فى إزالة جبال الزبالة وتلال القمامة والتى طالت شوارع العاصمة وكبريات المدن وصغارها ومراكزها وقراها وكفورها ونجوعها وستصبح محيطات المدارس وأرصفة الشوارع ومقالب الزبالة حدائق غناء وأمام كل مسكن ومقهى ومتجر ومطعم ومصلحة حكومية وغير حكومية صندوق قمامة محكم وسهل الغلق والفتح ويستيقظ المواطن ويجد أمام باب شقته وعمله كيس الزبالة ذا الربطة ومدونا عليه الساعة المناسبة لرميه فى صندوق القمامة المحكم والسهل الغلق لأنه لن يبقى فيه سوى دقائق ليحمل لمصانع تدوير الزبالة التى تقع خارج البلدة بمسافة صحية كافية، وراعى مصممها أيضاً اتجاه الرياح فإذا اختفت الزبالة يا أنفلونزا الخنازير فسوف نرشحك فى مجلسى الشعب والشورى وسوف تفوزين بالتزكية أو ستحصدين غالبية الأصوات بدلاً من الأرواح.

يا أنفلونزا الخنازير سيكون لك الفضل فى إتمام مشاريع الصرف الصحى المتعثرة التنفيذ وتنفيذ مشاريع صرف صحى لكل بلاد الجمهورية فتصورى يا أنفلونزا الخنازير أن مكتب صحة "بلدى" فى إحدى مراكز صعيد مصر يعوم على بحيرة من مياه المجارى وبعده بعشرين خطوة فقط كشك توزيع الخبز الأسود المخلوط بالرمل يطفو على بركة أخرى من مياه المجارى العفنة وفى وسط الشارع مشروع صرف صحى يحتفل المواطنون بالعام السابع لتعثره ورغم أن الشركة المنفذة له من أكبر شركات مصر والتى نفذت أكبر مشروع فى العالم غير وجه الحياة فى مصر كلها ولكننى أشك فى تلك اللوحات التى تقول ذلك ولو تمت تلك المشاريع المتعثرة والمقترحة فسوف نعمل لك ضريحاً ومولدا ونحشد لك ملايين المريدين وهذا ليس بغريب علينا فقد كنا نلقى فى النيل بأجمل فتياتنا ليفيض ونلقى بآدمى على سير وابور الطحين ليعمل.

يا أنفلونزا الخنازير سيكون لك الفضل فى تنقية مياه شربنا وفى غسل أيدينا بالماء والصابون والعطس فى مناديل ورقية ونضعها فى صناديق زبالة مغلقة ونحرقها ونمسح أماكن جلوسنا ومقابض أبوابنا ونشرب فى أكوابنا ولا نستعمل أدوات غيرنا لا منشفةً ولا كوباًً ولا سكيناً ولا شوكةً ونهتم بنظافتنا الشخصية والعامة ونغير من عاداتنا الترحيبية وتصبح دورات مياهنا فى بيوتنا ومدارسنا وقطاراتنا وأعمالنا مثل اليابان كما وصفها لنا أحمد القشيرى مذيع برنامج خواطر فى MBC فى رمضان الماضى ويبدو أن دورات مياه قطاراتنا لن ينصلح حالها إلا إذا هاجمتِ- يا أنفلونزا الخنازير- مسئوليها فى غرف نومهم فأول أمس الأربعاء 7 أكتوبر فى العربة 1 الأولى المكيفة القطار 989 أسوان- القاهرة حيث توجد دورتى مياه: اليسرى بلا مياه واليمنى بها ماء ولكن لا مناديل ولا صابون ولا مطهرات ولا عامل ينظف مقابض الأبواب وعشرات من العاملين فى القطار يروحون ويجيئون فى طرقات القطار دونما هدف ودونما وجهة ولو ناقشتهم فى مكيف معطل أو مياه مقطوعة عن دورة المياه سرعان ما يتحول لرجل مباحث أمن دولة متخفٍّ فى زى فراش عربة قطار ويصرخ فيك صرخات الشرطة فما عليك إلا أن تجلس مؤدباً لكى تحافظ على احترامك وقفاك.

تصورى- يا أنفلونزا الخنازير- أن لكمسارى السكة الحديد صفة تسمى الضبطية القانونية ويتفرد بها الكمسارى المصرى عن جميع كمسارية العالم النامى والمتحضر وأشرح لك يا أنفلونزا الخنازير ذلك: فتلك الصفة تكفل للكمسارى إذا قليت أدبك عليه أن يسلمك لشرطة القطار وهناك سيحترمونك آخر احترام وإذا لم يكن هناك شرطة فى القطار وذلك من النادر جداً ألا يكون فى كل قطار عدد لا بأس به من رجال الأمن فإنه يصفر فى أقرب محطة ويوقف القطار ويسلمك لشرطة أقرب محطة ويحتسبون عليك غرامة تعطيل القطار.
يا أنفلونزا الخنازير لك الفضل فى زيارات الوزراء ووكلاء الوزراء والمحافظين للبلاد ورؤية وتفقد العباد وعمل غرف عمليات وخطوط ساخنة والتحرك بسرعة والنظر والرد بقوة وزائرة صحية لكل مدرسة وطبيب لكل مدرسة أو مدرستين أو ثلاث وبعد شهور سيكون لدى كل زائرة جهاز استشعار درجة حرارة أجسام الدارسين عن بعد وبسرعة وكل يوم تطهر الفصول والحمامات والمغاسل بالمطهرات ولدى كل دارس كمامته الخاصة يضعها طوال يومه وبعدها تغسلها أمه وتكويها وتضعها فى حقيبته مع كتبه ودفاتره وأدواته المدرسية.
يا أنفلونزا الخنازير لو تغيرنا وأصبحت النظافة ديدننا وأسلوب حياتنا والزائرة الصحية أخرجت من الفصل من رمدت عيناه واصفر وجهه لفقر فى دمه فنعدك أننا سنغير اسمك القبيح هذا- أنفلونزا الخنازير- إلى اسم آخر لأنه اتضح أن الخنازير هم!!.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة