محمد حمدى

نوبل.. وإسرائيل.. والمؤامرة!

السبت، 10 أكتوبر 2009 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا العام ترشح ثلاثة إسرائيليين للفوز بجوائز نوبل المختلفة، فشل اثنان منهما فى فرعى الفيزياء والأدب، ونالت الأكاديمية الإسرائيلية "عدة يونات"‮ ‬من مركز‮ ‬وايزمان‮ جائزة نوبل للكمياء عن أبحاثها فى الكيمياء الحيوية،‮ ‬وبذلك تصل يونات بسجل إسرائيل فى نوبل إلى تسع جوائز.. مقابل خمس جوائز للعرب مجتمعين أربعة منها لمصر وواحدة للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات.

ومن بين الجوائز الخمس التى حصل عليها العرب ثلاث فى السلام للرئيس الراحل أنور السادات ومدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعى وعرفات كما قلنا، وجائزة فى الأدب للروائى الراحل نجيب محفوظ.. وواحدة فقط فى أفرع العلوم المختلفة للدكتور أحمد زويل حصل عليها على أبحاثه فى الولايات المتحدة.. ولو لم يغادر مصر ما اقترب من نوبل على الإطلاق.

وبالطبع سيتطوع الكثيرون بالحديث عن المؤامرة التى تمنع الجوائز عن العرب وتمنحها للإسرائيليين، فنحن نعيش ونتنفس نظرية مؤامرة الغرب علينا فى كل المجالات وتدليله لإسرائيل فى نفس المجالات أيضا.

وحين فاز الروائى الكبير نجيب محفوظ بالجائزة الأثيرة فى العالم تتطوع كثيرون بالحديث عن أن سبب فوزه راجع لطعنه فى الإسلام فى رواياته، والبعض الآخر اعتبرها جائزة سياسية بسبب أن محفوظ غير موقفه من إسرائيل.. وأدت الجائزة إلى محاولة لاغتيال محفوظ عانى منها كثيرا حتى رحيله.

لكننا بأى حال من الأحوال لم ننظر نظرة واقعية لما يحدث فى إسرائيل ولماذا تتفوق شبه دولة فى حالة حرب دائمة مع كل جيرانها ولا يزيد عددها عن سبعة ملايين شخص بما فى ذلك الفلسطينيون الذين يشكلون 23% من السكان، على عالم عربى من المحيط إلى الخليج وهبه الله ثروات طبيعية وبشرية ليست كافية فقط لكى يعيش العرب وحدهم حياة مختلفة، وإنما أن يأخذوا معهم وفى ركابهم الكثير من دول العالم الثالث.

الاقتصاد الإسرائيلى حسب وكيبيديا من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودخل الفرد فى إسرائيل من أعلى الدخول فى العالم، حيث يبلغ حوالى 28 ألف دولار.

وتمتلك إسرائيل ثالث أكبر نسبة فى العالم لحملة الشهادات بين المواطنين، وتبلغ نسبة الأمية فيها أقل من 2.9%، وبلغت ميزانية التعليم فيها حوالى 27.5 مليار دولار.. بينما يبلغ حجم الإنفاق الحكومى على التعليم فى مصر نحو 26 مليار جنيه، أى أقل من خمس ما تنفقه إسرائيل على التعليم، رغم أن عدد التلاميذ المصريين يقترب من ثلاثة أضعاف كل سكان إسرائيل.

ورغم أننى لست من المولعين أو المغرمين بما تحققه إسرائيل من تقدم، لأنها لا تزال العدو الأول لنا، فإن ذهاب نوبل لإسرئيل أمر طبيعى، فى ظل ما تفعله.. أما نحن فنصيبنا خيبة قوية نعيشها ونصنعها بأيدينا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة