محمد صلاح.. لا يتكلم.. ولا يسمع.. ولا يكتب.. ولا يقرأ.. ما تسألش إزاى بيشتغل خطاط ومدرب كمبيوتر

الخميس، 01 أكتوبر 2009 08:47 م
محمد صلاح.. لا يتكلم.. ولا يسمع.. ولا يكتب.. ولا يقرأ.. ما تسألش إزاى بيشتغل خطاط ومدرب كمبيوتر محمد صلاح الدين
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد صلاح الدين شاب فى الثلاثين من عمره، أمىِّ لا يجيد القراءة ولا الكتابة رغم حصوله على الدبلوم الفنى الصناعى، مهنته الأساسية «خطاط» أما فى الفترة المسائية فيعمل مدرسا للحاسب الآلى، يدرس للصم أساسيات الحاسب الآلى وبرامج الـOffice.

أصيب محمد بالحمى الشوكية وعمره لا يتجاوز العام مما أفقده السمع وأصر والداه على دمجه مع عالم السامعين من خلال الدراسة فى المدارس العادية التى لا تقتصر على الصم، ورغم أنه غير قادر على فك طلاسم اللغة العربية فإنه عشق الخط العربى الذى تحول إلى هوايته الوحيدة التى قادته للالتحاق بقسم الزخرفة حيث كان ينجح فى كل المواد باستثناء مادة اللغة العربية.
بعد تخرجه عمل كخطاط فى إحدى المدارس الحكومية بالإسكندرية لكنه سرعان ما اكتشف نفسه فى مجال الكمبيوتر ونجح فى الحصول على المركز الثالث فى أولمبياد المعلوماتية الذى أقيم فى 2003 واستطاع خلال عدة شهور أن يتحول إلى مدرب كمبيوتر للصم فى معهد القوات المسلحة للكمبيوتر.

«لغة الكمبيوتر أقرب إلى لغة الإشارة التى يستخدمها الصم» قال محمد صلاح بلغة الإشارة موضحا أن الكمبيوتر يستخدم مفردات محددة وواضحة وأنه استطاع خلال فترة وجيزة أن يتعلم برنامج الفوتوشوب وفى طريقه للعمل داخل استوديو أو مكتب تصميمات.

التقى محمد بفتاة أحلامه فى إحدى الجمعيات الأهلية المهتمة بالصم حيث كان حريصا على الزواج من صماء أو ضعيفة سمع، خوفا من أن يتزوج من سامعة وتخدعه وبالفعل تزوج زميلته لينجبا طفلا لم يقلق عليه كثيرا أن يكون من الصم، فهو العالم الوحيد القادر على فك طلاسمه ومعرفة مفرداته «الأخرس أحسن، على الأقل بعيد عن الدوشة» إلا أن ابنه لم يولد أصم.

عاش محمد حياته كلها وسط السامعين، ولكنه لم يستطع الاندماج معهم، لا يتمتع بعلاقات وثيقة حتى مع أقرب الأقربين يجلس بينهم وحيدا لا يستطيع أن يبادلهم إلا الابتسام، أما فى العمل فيشعر دوما أن المحيطين به يتحدثون عنه أو يسخرون منه إلا أنه لا ينشغل بهم كثيرا فقد تعود ألا يغضب من شىء لم يسمعه، لذلك فهو يمتلك وجها بشوشا دائم الابتسام.
محمد يجلس الآن فى انتظار أن يأتى الشخص الوحيد القادر على فهمه واستيعابه، إنه ابنه الذى سيحرص على تعليمه لغة الإشارة إلا أنه بالتأكيد ستنشأ بينهما لغة جديدة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهما.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة