قرر محمد رجب السيد عيد، 27 عاما، أن يعمل خارج وطنه بعدما فشل فى العمل داخله، فذهب إلى المغرب بحثا عن عمل ليعول أسرته التى تتكون من والدته وأخواته البنات ليضمن لهن حياة أفضل، وعندما حصل على فرصة عمل بمشروع بالمغرب تابع لشركة «المقاولون العرب»، لم يحالفه الحظ طويلا فقد تعرض لحادث عمل فى 27 / 8 / 2008 حيث سقط من أعلى قنطرة بالورشة التى كان يعمل بها، وتم نقله وكان فى حالة غيبوبة إلى أحد المستشفيات القريبة من الورشة.
بعدها أصبح محمد رجب فنى الخراطة قعيدا على كرسى متحرك نتيجة إصابته بكسور بالعمود الفقرى، و كسور بأنحاء متفرقة من الجسم مما أحدث له إعاقة مستديمة «شلل نصفى».
اتجه محمد الإسماعيلاوى لإدارة الشركة التى يعمل بها لتصرف له التعويض المناسب ليتم علاجه، لكن الشركة أخذت تماطله، مما دفعه للقيام برفع دعوى قضائية أمام المحاكم المغربية، والنتيجة هى «لا شىء» فقط أصبح محمد بلا عمل ولا عائد.
عاد الشاب المصرى إلى وطنه هو وأخته «أحلام» التى كانت قد تركت زوجها وأولادها، وكل شىء وسافرت المغرب، لأخيها لتعيش معه مأساته وكلها أمل فى أن يتم حل تلك الأزمة.
تقول أحلام: «عندما سافرت مع أخى كانت حالته المادية والمعنوية فى غاية الصعوبة وكنا نعيش مع أسرة بالمغرب عطفت علينا، وتكفلت بنفقات معيشتنا، حتى يتم الحكم بالقضية المنظورة أمام المحاكم لتعويض أخى عن إعاقته بسبب العمل بجانب أننا عندما رجعنا إلى مصر لم نجد المال اللازم لعلاجه، وقد صرفت كل ما أملك على علاجه الباهظ، والآن لا أملك أى شىء لأعالجه، خاصة أن لدى 5 أولاد».
مأساة محمد لم تؤثر عليه ولا على أخته فقط، تقول والدته: «محمد كان سندى أنا وإخواته، هو ضهرنا اللى انقطم، كان نفسه يا حبة عينى يعوضنا بعد أبوه ما مات لأن المعاش يادوب 151 جنيه مابيكفوش حاجة، قال يتغرب يمكن ربنا يرزقه من وسع، لكن يا حبيبى مالحقش، ورجع لى قاعد على كرسى، ومافيش حد سائل فيه، منهم لله».