بعد أربع سنوات دراسية انتهت فى عام 2006 تخرج الكابتن عصام البنا وعدد من زملائه من أكاديمية الطيران المدنى بإمبابة بوظيفة ضابط مراقبة جوية، زغاريد الأمهات للكباتن المراقبين علت فى الأجواء ثم سقطت فوق رؤوسهم مرة أخرى، فقد تم تعيين حملة شهادة فنون جميلة وتجارة وصيدلة وهندسة بدلا منهم، وطاروا هم من الوظيفة.
يقول كابتن عصام: تقدمنا بأوراقنا إلى الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية بعد انتظار عامين وطلب منا الحصول على المستوى السادس فى اللغة الإنجليزية لكى يتم تعييننا، وبشرط أن يكون من مركز بيرلتز للغات، وهو أغلى مركز لتعليم اللغة الإنجليزية حيث بلغت تكلفة الكورس 6000 جنيه، بخلاف ما تم دفعه خلال سنوات الدراسة، وعلى الرغم من ذلك كله توجهنا نحن الأربعون خريجا بخطاب موجه من الشركة، وبعد الانتهاء من الكورس توجهنا مرة أخرى إلى شركة الملاحة وقد حصلنا على المستوى المطلوب، مع العلم أن هذه هى السنة الوحيدة التى طلبوا فيها تحقيق هذا الشرط.
ولم تنته القصة بعد -يضيف كابتن عصام- فقد فوجئنا بطلب بحث علمى من كل خريج على حدة عن أشياء متطورة جدا فى المراقبة الجوية، بعضها لم يطبق عالميا حتى الآن، ومع ذلك قمنا جميعا بعمل أقصى جهدنا لإتمام هذه الأبحاث، وبعد ذلك طلبوا منا الحضور لمدة 6 أسابيع بمركز القاهرة للملاحة الجوية وبعدها يتم تقييمنا تحريريا فى كل ما درسناه طوال 4 أعوام من الدراسة، كانت النتيجة عندما تم التقييم هى أننا «نجحنا»!
ميلودراما كابتن عصام وزملائه بدأت، عندما طلب منهم الحضور لمقابلة شخصية مع رئيس قطاع المراقبة الجوية، ومدير عام التدريب بالشركة الوطنية لخدمات الملاحة، هذه المقابلة هى التى أسفرت عن أنهم «غير لائقين»، يقول كابتن عصام: تم ذلك بدون أى تقييم ميدانى علما بأن المستوى الفنى لا يقيم إلا من خلال الممارسة العملية وبعد فترة تدريب عملى بأحد مواقع المراقبة الجوية، وهذا لم يحدث.
ويتساءل الكابتن قائلا: هل من المعقول أن نكون نحن الحاصلين على درجة بكالوريوس العلوم الجوية تخصص مراقبة جوية بعد كل ما ذكر وبالشروط المطلوبة غير لائقين للعمل فى هذا المجال، فى حين يتم تعيين خريجى الكليات الأخرى فى وظائفنا؟
ثم هل التأهيل يأتى خلال دراسة 4 سنوات بعدها يتم التخرج للعمل أم للمقابلة الشخصية؟ وماذا نفعل بشهاداتنا، وقد قضى على مستقبلنا؟
ويستكمل عصام البنا حديثه، قائلا: لقد قمنا بالتظلم إلى مجلس الإدارة فكان الرد أنه سيتم الإشفاق علينا وتعييننا بأى قطاع آخر غير المراقبة الجوية، وبالفعل تم تعييننا فى قطاع المعلومات، فى حين تم تعيين 64 خريجا من كليات أخرى وتخصصات مختلفة كان قد تم إرسالهم إلى فرنسا لمدة أربعة أشهر على نفقة الشركة حتى يتمكنوا من العمل كمراقبين جويين!
وفوق ذلك كله فوجئنا باستثناء زميلين كانوا غير لائقين مثلنا، أصبحا بقدرة قادر لائقين وتمت إعادتهما للتقييم الميدانى ببرج المراقبة الجوية دعما لإمداد المراقبين الجويين، وعندما طلبنا المساواة بزميلينا هذين قوبلنا بوابل من التهديد بالفصل، وعندما أرسلنا شكاوى إلى الجهات المختصة، كان رد الشركة الوطنية السينمائى هو أننا فى مجال حساس، ومن الدول المتقدمة فى المجال ولا نريد أن نهبط بالمهنة وأن من قرروا عدم اللياقة هم من أفضل كوادر هذا التخصص فى مصر والعالم العربى.
الآن، نحن مشردون، كل منا فى مطار مختلف، بعد أن كنا جميعا نعمل بقطاع المعلومات فى مطار القاهرة، وهذه عقوبة لنا بسبب التظلم والشكوى، فمن المسئول عن إهدار حقوقنا وضياع مستقبلنا الذى كنا نحلم به وذوونا منذ عام 2006 وحتى الآن؟
لمعلوماتك...
◄2010 افتتاح برج المراقبة الجوية العملاق بمطار القاهرة بارتفاع يبلغ 125 مترا، ومجهزا بأحدث الأجهزة لإدارة الحركة على جميع الممرات بالمطار، بما فيها الممر الجديد الجارى إنشاؤه حاليا، وبتكلفة إنشاء بلغت 220 مليون جنيه.