تجرد أخ من مشاعر الرحمة بعد أن أقدم على قتل شقيقه لسرقته وأخذ أمواله لشراء المخدرات التى أدمنها، انهال على شقيقه الكبير بآلة حديدية، ولم يشفع له شقاؤه عليه فى تربيته واعتناؤه به بعد أن ترك الوالد الأسرة وسافر للعمل خارج البلاد.
الشقيقان جاءا من إحدى القرى الفقيرة فى سوهاج إلى القاهرة، مع والدتهما بعد أن تركهما الوالد للعمل بالسعودية، فتكفل الشقيق الأكبر برعاية والدته وأشقائه الصغار ونجح فى استكمال تعليمه والتخرج فى الجامعة والنجاح بالعمل فى أحد الأعمال الحرة، وكان فخرا لوالدته المريضة التى رأت فيه نجاحا لتربيتها طوال تلك السنين الطويلة التى قضتها دون زوجها الذى تركها وحيدة بلا عائل لتربية الصغار، لكن تلك النظرة الخاصة للكبير لم ترض الصغير أبدا، وتركت فى نفسه أثرا لم يمحه الزمن وشب على كره شقيقه الأكبر دون مبرر كاف سوى أنه المفضل لدى والدته حسب اعتقاده، ففشل فى دراسته وفشل فى العمل وتعرف على أصدقاء السوء الذين جروه للمعاصى والمحرمات والهروب من الجيش.
وذات يوم احتاج الشقيق الأصغر محمد أبوالسعود يوسف 21- سنة- مبلغا من المال «100 جنيه» لإنفاقه على أصدقائه وشرب المخدرات التى أدمنها، وذهب كارها إلى شقيقه الأكبر «يوسف» فى شقته بالجمالية، وطلب النقود منه، لكن شقيقه خوفا عليه ولاقتناعه بأنه سينفق النقود فيما يضره.. رفض إعطاءه المال واشتبكا معا فى مشاجرة نهره فيها وذكره بفشله وأنه إذا لم يصلح من حاله ستكون نهايته خلف القضبان، فتوعد الشقيق الأصغر بالانتقام منه وقتله، لم يقتنع الأكبر بكلامه واعتبره مجرد غضب سيزول سريعا، ولم يتوقع أن تكون تلك آخر محادثة بينه وبين شقيقه.
وبالفعل أعد الأصغر عدته وذهب ليلا إلى مسكن شقيقه، وقام بضربه على رأسه بقطعة حديدية أعدها خصيصا لهذا الغرض ولم يتركه إلا جثه هامدة غارقا فى دمائه، وسرق ما معه من نقود وفر هاربا.
فوجئ صديقا الشقيق الأكبر، فوزى محمد على وأبوالسعود أحمد حسين عند زيارتهما لمنزله، بصديقهما مقتولا فى غرفة نومه غارقا فى دمائه فقاما بإبلاغ الشرطة التى قامت بمعاينة الجثة والتصريح بدفنها بعد الانتهاء من تقرير الطب الشرعى حول المجنى عليه، وكانت المفاجأة أن الجانى هو الشقيق الأصغر الذى اعترف بالواقعة أمام النيابة، وأقر بأنه كان بحاجة ماسة إلى النقود وأن شقيقه رفض إعطاءه إياها.