أعاد التقرير الصادر عن هيئة الأرصاد الجوية، والذى يحمل الأجواء المناخية السيئة مسئولية غرق عبارة «السلام 98» فى فبراير 2006، ملف القضية إلى الأذهان من جديد.
التقرير الذى جاء على هيئة دراسة موثقة، والتى انفردت «اليوم السابع» بنشرها العدد الماضى، طرح عددا من التساؤلات المهمة حول مدى إمكانية إعادة محاكمة المتهمين بإغراق العبارة استنادا إلى دراسة علمية يمكن أن تتحول لدليل دفاع قوى عنهم.
بمعنى آخر، هل يمكن أن يكون ممدوح إسماعيل مالك العبارة بريئا من تهمة القتل العمد لما يزيد على ألف مواطن، على اعتبار أن التحكم فى مسار الدوامات البحرية والأعاصير الرعدية التى تقول الدراسة إنهما السبب الحقيقى فى غرق العبارة، أمر خارج عن مسئوليته؟
هنا انقسم خبراء القانون والمتخصصون بمجال النقل إلى فريقين، الأول يرى بأن دراسة هيئة الأرصاد من شأنها أن تعيد قضية العبارة إلى نقطة الصفر باعتبارها دراسة حكومية، فيما يرى فريق ثان بأن الدراسة لن تعيد فتحها وإنما سيقتصر الأمر على فتح نقاش أوسع حول ضرورة أن تستند الجهات القضائية إلى التقارير الفنية الموثقة أثناء محاكمة المتهمين بحيث يتم تفنيد أدلة الاتهام أو الإدانة بناء على رأى الجهات العلمية.
من أنصار الرأى الأول المحامى جميل سعيد الذى يرى أن الدراسة ستكون ذات تأثير، لو دفع بها فريق الدفاع من خلال جلسات المحاكمة، لأن أى تقرير فنى، على حد قوله، يستند لحقائق علمية ودراسات موضوعية لا يمكن لأى قاض تجاهلها وعدم الاستعانة بها.
ورغم أن القاضى يعد بمثابة الحكم الأعلى فى أى قضية، إلا أنه، وكما يوضح جميل سعيد، لا يستطيع تجاوز تقارير فنية مؤكدة وصادرة عن هيئات رسمية، لأن القضاء المصرى يعتبر تلك الدراسات الفنية والنتائج التى توصل إليها متولدة عن مقدمات علمية.
جميل سعيد يضيف أن فريق الدفاع فى القضية لم يستند إلى أى نشرات تحدد صورة الأحوال الجوية يوم وقوع الحادث لعدم توفرها، وهو ما يمنح الدراسة الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية أهمية قانونية كبيرة تجعلها محل تقدير أمام محكمة النقض، لأن من شأنها تغيير تكييف التهمة الموجهة إلى مالكى العبارة من القتل العمد إلى القتل الخطأ، بدليل أنها توضح أنه فى يوم 2 فبراير 2006 سيطرت حالة من عدم الاستقرار أدت لحدوث عواصف رملية فى أماكن متفرقة من مصر، تبعتها أمطار شديدة ورياح عاصفة فى 3 فبراير تسببت فى وقوع دوامات بحرية شديدة شمال البحر الأحمر ورياح إعصارية تصل قوتها إلى 61 عقدة كانت وراء غرق العبارة «السلام 98»، بما يجعل الحادث وليد قوة قاهرة فجائية لم يكن لمالكى العبارة يد فيها.
الدكتور شوقى السيد، الفقيه القانونى يقول إن الدراسة يمكن لمحكمة النقض أن تأخذ بها ولكن لا تعيد فتح باب التحقيق من جديد.
ورغم تحفظ النائب البرلمانى حمدى الطحان فى الاستعانة بهذه الدراسات، إلا أن هيئة الدفاع عن المتهمين قد استعانت فى السابق بنتائج دراسة أجرتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية، وأشارت إلى أن العبارة السلام 98 تعرضت لعواصف رعدية ودوامات بحرية أدت إلى اندلاع حريق ساعدت سرعة الرياح التى وصلت إلى حد الأعاصير فى انتشار نيرانه بسرعة مخيفة وأدى إلى غرقها.
من ناحية أخرى أشارت تقارير من داخل عدد من الجهات والهيئات إلى أنهم طالبوا هيئة الأرصاد والخبراء الذين قاموا بإعدادها ببيان مدى الاستعانة بها فى ملفات قضية العبارة لتضاف إلى تقرير وكالة ناس بهدف الوصول إلى حقيقة ما جرى ليلة غرق العبارة واعتبارها بالفعل دليلا قد يبرئ المتهمين فى ذات القضية وكذلك الاستعانة بمثل هذه الدراسات فى قضايا أخرى مشابهة، وهو عرف دولى أخذ به فى قضايا سقوط الطائرات فى العديد من الدول الغربية.
لمعلوماتك...
◄11 مارس 2009 عاقبت محكمة جنح مستأنف البحر الأحمر 4 متهمين فى قضية العبارة السلام 98
توابع تقرير هيئة الأرصاد الجوية عن الحادث مازالت مستمرة:
قانونيون يعتبرون التقرير حول مسئولية تقلبات المناخ عن غرق «السلام 98» دليلا على براءة المتهمين من تهمة القتل العمد
الخميس، 01 أكتوبر 2009 08:45 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة