لا أعلم لما كل هذه الضجة الإعلامية والمواقف غير المسئولة من بعض الشخصيات السياسية فى رد فعلها على سقوط فاروق حسنى وزير الثقافة!!! لقد كانت العملية الانتخابية على مسمع ومرأى العالم أجمع، وكانت الشفافية فى العملية الانتخابية هى عنوانها فلم يتم تزوير صوت أو غيرت الصناديق أو تبدلت النتيجة، كما يحدث الأمر فى بلادنا، وكان الفائز الفاروق، ثم جرى التزوير وأعلن فوز المرشحة البلغارية زورا !! لماذا نتصور أن هناك مؤامرة دائما عندما نخفق على المستوى الدولى ولماذا نوجه أصابع الاتهام إلى أمريكا أو غيرها؟ لماذا لا نسأل أنفسنا لماذا لم نحسم الأمر من الجولة الأولى؟ وأقول لكم ما قالته سفيرتنا المحترمة لدى المنظمة إننا يا سادة ليست لدينا علاقات وثيقة بدول أفريقيا وأن السياسة الخارجية المصرية أهملت تماما الملف الأفريقى وبالتالى ذهبت معظم الأصوات الأفريقية لغيرنا سواء بالشراء أو بلعبة المصالح.
ثم ما هى المشكلة فى ألا يوفق فاروق حسنى فى المرحلة الأخيرة؟ هل سقطت مصر؟ وهل المنصب كان سينقذنا من وكستنا وخيبتنا الكبيرة فى التدهور الثقافى والسياسى والاقتصادى الذى لحق بنا طوال الفترة الماضية والحالية؟ يا سادة هل لو فاز فاروق حسنى هل كانت المرشحة البلغارية وبلدها سيتهمون أمريكا وإسرائيل والعالم كله بالوقوف ضد مرشحتهم ؟ أم أن الأمر كان سيكون طبيعيا وينتهى بانتهاء عملية الترشيح وإعلان النتيجة؟ أنا متأكد أنه لا يوجد دولة فى العالم تؤمن بنظرية المؤامرات الدولية سوى جمهورية مصر العربية وده لأننا بكل صراحة بنركن خيبتنا وفشلنا فى إدارة الأمور وراء هذه الذريعة التى صنعتها ثوره يوليو وتوارثتها السياسات المصرية اللاحقة!!
إننى أنادى بوقف تلك الحملات غير المسئولة على كل دول العالم والتى ستلحق بمصر أبلغ الضرر بمواقف سياسية واقتصادية هى أكبر من فاروق حسنى وأكبر من منصب رئيس منظمة لا ينفع ولا يضر وبالله عليكم ماذا فعل لنا الدكتور بطرس غالى عندما اعتلى أعلى منصب دولى سكرتير عام الأمم المتحدة!! لاشىء!!! اعتلى الرجل المنصب وترك المنصب ولم يضيف تاريخا يمجد أفعاله ولا حتى يشير إلى موقع مصر العالمى على الخارطة!! إذن الأمور يا سادة ليست بمناصب شكلية إنما قوة البلاد تقاس بقدرتها الاقتصادية ومواقفها السياسية وقدرتها العسكرية مادون ذلك فهو هراء ولعب عيال ولا يمت للسياسة بصلة لأن السياسة مصالح دول وليست أحضان دافئها وعشم وعيش وملح بين رؤساء أو ملوك دول كما فى وضعنا العربى المزرى .
يا وزير ثقافة مصر أرجو أن تكف عن التهديد والوعيد وأن تتقبل الهزيمة بروح رياضية وتبعث برسالة تهنئة للسيدة البلغارية الفائزة !! وأن تتفضل مشكورا بتقديم استقالتك فورا وأن تتفرغ لرسوماتك التى يمكنك أن تعبر فيها عن سخطك وغضبك على الدنيا كلها بصفة شخصية ولكن يا سيدى لا تلعب بمصير بلد بأقوال وأفعال غير مسئولة لأن سيادتك خسرت منصب أو وجاهة منصب أو فلوس منصب!!
مصر لا تسقط يا فاروق.. فكم من فاروق سقط قبلك وبقيت هى شامخة أم الدنيا رغما عن اليونسكو أو غيرها! فلا تختزل مصر الحضارة أمام مجرد لعبة كانت نتيجتها مجرد خسارة !!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة