أبو العز الحريرى

نحن نأكل ونشرب ونتنفس 2275 طن ملوثات يتم إلقاؤها فى النيل يوميا

بالسم الهارى

الخميس، 01 أكتوبر 2009 09:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يحدث لأى شعب وفى أى عصر أن أصبحت حياته كوارث شاملة دائمة كما يحدث للمصريين. حدثت النكسة 1967 وخلال ثلاث سنوات أعددنا أنفسنا لقتال التحرير، وعبرنا أكبر وأصعب حاجز مائى، لكننا دخلنا عصرا من الكوارث. منذ بدأ مع السادات، والمصريون يخرجون من كارثة إلى أخرى، فى الفساد والنهب والتهريب والغلاء والتزوير، ومبانى الموت التى تسقط بمجرد استكمال السكن فيها وربما قبل ذلك كل أنواع الأغذية من فراخ توفيق عبدالحى. واللحوم المصابة بالحمى القلاعية وصولا إلى قمح رغيف العيش الفاسد منتهى الصلاحية. والمصابة بأمراض حيوانية تنتقل للإنسان. وأخرى مسممة ومسرطنة ومشعة.

ومحملة بالعشرات من المبيدات السامة والمسرطنة بجانب تلوث الهواء من الصناعات الملوثة للبيئة الذى تبلغ خسائره 36 مليار جنيه سنوياً. وعوادم السيارات وكوارث القمامة الموجودة فى 24 ألف مدفن نفايات على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مخلفات زراعية ومخلفات مستشفيات ومخلفات مصانع ومنازل بإجمالى 60 مليون طن تلقى بعصاراتها إلى المياه الجوفية بباطن الأرض لتتحول إلى نقمة بدلاً من أن تصبح نعمة.

ويستهلك المصريون نحو 11,5 مليار متر مكعب للشرب والصناعة، ويعيدون إلقاء %75 منها فى النيل وفروعه، ومصارف الرى وكلاهما يتجاوز طوله 80 ألف كيلو متر، هى بمثابة شرايين فى جسد الوادى، ويقر محمود أبوزيد وزير الرى السابق بهذه الكارثة، وأنها جعلت مياه الشرب ملوثة، وأن مصارف الرى تتركز فيها الملوثات الناتجة عن الكيماويات والمبيدات وأشكال الصرف، وارتفع تلوثها إلى 10 أضعاف المعدل الممكن السماح بعدم تجاوزه عالمياً فى حال الضرورة فى الدول المنكوبة. والأمر لا يقف عند مياه النيل وفقط، وإنما يمتد إلى المياه الجوفية، حيث يتزايد تلوثها وسرطنتها وإشعاعاتها، فما يذهب محملاً على مياه صرف الرى إلى شواطئ البحر، يترك ترسيباته ويلوث مياه البحر، وما ينتج عنه من هواء وثروة سمكية. الأمر الذى حدا بالأمم المتحدة للعمل لإنقاذ البحر الأبيض من التلوث.

ونقول ولا نخبئ، أنه إذا كان الحزن أصابنا لما أحاق بركاب عبارة الموت، فماذا والوطن يتحول إلى أمراض ومسرطنات وإشعاعات يزيدها ما نستورده ملوثاً من الخارج.، ومن بين كل أنواع التلوث يبقى تلوث النيل هو الأخطر فمن الـ 11.5 مليار متر مكعب المسحوبة للشرب والصناعة يعاد إلقاء 8.625 مليار متر مكعب فى النيل، وهى خليط من الصرف الصحى والصناعى، ثم يقوم الفلاحون بالرى منها لعدم كفاية الحصص المخصصة لهم من مياه النيل أو انقطاعها أصلاً. وحين لجأ الفلاحون للمياه الجوفية اكتشفوا أنها غير صالحة للشرب وبالتالى الزراعة. حيث يلقى فى النيل وفروعه ومصارفه يوميا،ً نكرر يومياً، 658 طن مواد كيماوية و1151 طن مواد صلبة وذائبة و296 طن مواد عالقة و168 طن شحوم و2 طن معادن ثقيلة بجانب ترسيبات الأسمدة وبقايا المبيدات الحشرية، بجانب المكونات الثمانية، ونصف مليار متر مكعب صرف صحى وصناعى، وهى فى الإجمالى عناصر فاسدة تخل بالشروط الأساسية اللازمة لجسم الإنسان والحيوان، للقيام بوظائفه الحيوية لاستمرار الحياة، وتخل بالتوازن الوراثى فى عملية الصفات الوراثية اللازمة لبقاء من على الأرض المصرية من إنسان وحيوان ونبات. هذا الاختلال الوراثى على المستويين الوظيفى والفردى ينتج عنه آثار خطيرة على حياة الإنسان فهى تؤدى إلى تدهور أداء أعضاء الجسم للوظائف الحيوية. ويصبح الإنسان والحيوان ضعيفاً فى مواجهة الأمراض والأوبئة، وغير قادر على أداء ما يمكن أن يكون ضرورياً لبقاء الأفراد والمجتمع والحيوان والتربة، وكل ما ينتج عنها من اختلال التوازن الوراثى فى الإنسان، سوف ينقل إلى الأجيال القادمة عناصر وراثية تزيده ضعفاً وتجعله عبئاً فى عالم الأقوياء، وتتشبع الأرض والزرع والحيوان بالمواد الكيماوية والميكروبات والطفيليات والسموم والمواد المسرطنة والمشعة.

التقديرات السابقة هى من دراسة للدكتور مدحت مصطفى أعدها لمعهد التخطيط القومى عام 2001، وإذا كانت هى عن أعوام سابقة فإن الكارثة تضاعفت خلال السنوات الماضية، بدرجة مفزعة، نتج عنها تفاقم الفشل الكلوى والكبدى والسرطانات والسموم. وزاد وهن العضلات وعدم القدرة على القيام بالعمل. وعدم الاستفادة بالطعام وفقدان الإحساس بالزمان والمكان، وإذا كان مجموع هذه الملوثات المختلفة 2275 طنا يومياً فإنها تبلغ 830375 مليون طن تقريباً سنوياً بجانب ما يأتى من المستوردات المختلفة. فماذا تفعل لتقليل ذلك تمهيداً لإيقافه، ثم البدء بمعالجة ما يمكن معالجته من رواسبه فى الإنسان والحيوان والأرض والزرع.

وبالسم الهارى. يتوالى النشر بالصحف عن رى الزراعات المختلفة بمياه الصرف الصحى والصناعى. مع أن مصر خالية تقريباً من محطات معالجة متكاملة، وكل الأراضى تشرب مياها ملوثة تختلف درجة تلوثها باختلاف مصدر المياه. سواء كانت من النيل وفروعه أو من مصارف الرى التى تحمل كل مخلفات مصر من الصرف الصحى والصناعى ومن خلط مياه الرى بمياه الصرف بهدف التوسع فى الصحراء مع أى توسع فى نشر الأوبئة.

لمعلوماتك....
16 مليار متر مكعب من المخلفات الزراعية والصناعية يتم صبها
فى النيل سنوياُ





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة