على درويش

الكناس الشحات

الخميس، 01 أكتوبر 2009 09:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل شهر رمضان ورحل معه الصيام عن الأفعال الضارة والمعاصى الصغيرة والكبيرة وتوقفت صلاة القيام وتوقفت القراءة اليومية للقرآن والاستماع الواعى له وتقلصت الصدقات إلى الحدالأدنى وتراجع غض البصر وحفظ اللسان عن النميمه وانكمش السؤال عن الأقارب والمعارف وإرسال الرسائل الرقيقة لهم وأغمضت العيون عن عمد عن الفقراء والمساكين.

ولم يتراجع النهم فى تناول الأطعمة واستمر فى نفس الوقت البذخ السرى وغير المعلن فى المنازل مع الادعاء بأنه اختفى، وتراجع العطاء بكل صوره المعنوى واللغوى والمادى وعادت النظرة العلوية الطبقية للظهور.

وتلاشت البرامج الدينية القديمة والحديثة والأحاديث التربوية الأخلاقية المكررة والسطحية واللقاءات ذات الطابع الدينى التى لم تأت بجديد. واختفت بالسكتة الدرامية كل المسلسلات التى قاتلت لتشغل الناس بحوارها الممل والممطوط عن قضايا الحياة والدين والذى يعلم الشباب فنون التعاطى وكيفية التخاطب بلغة سوقية. وإن كان فى هذا خير إلا أنه فرض على كل منازل مصر على مدار ثلاثين يوما وبالقطع ترك أثرا سلبيا فى النفوس والعقول ونخن نعلم أن هذا من أسباب أهمية التليفزيون... أثره على المشاهد الذى يتلقى رسائله فى صمت ودون مقاومة وخاصة الأجيال الشابة وأيضا من تخطى سن الأربعين.

لقد أدى شهر رمضان إلى ظهور أشياء واختفاء أشياء.... كان ولابد أن يخفى شهر رمضان ظاهرة «الكناس الشحات» الذى أخذ يتسول على النواصى وفى مطالع الكبارى ومنازلها وقد نسى القمامة التى بدأت تغطى شوارع فى العاصمة المصرية الباحثة عن سبل لوقف أنفلونزا الخنازير. ومن المعروف أن من أهم عناصر مقاومة هذا الوباء هى النظافة.... نظافة المحيط والنظافة الشخصية. والكناس الشحات ومن وراده لا يقومون بهذه المهمة التى هى فى صلب الدين وفى جوهره «النظافة من الإيمان». صحيح أن النظافة المقصودة هنا هى نظافة الباطن الشخصى والظاهر الشخصى وأيضا نظافة المجتمع من الرذائل والنواقص وأيضا نظافة البيئة.
إن رمضان هو شهر الأمة كما جاء فى الحديث النبوى الشريف لتتطهر من الذنوب ويعود رداؤها أبيض ناصعا نقيا ليس عليه دنس القول أو الفعل أو حتى الخاطر استعدادا للحج والوقوف بعرفة... إنه شهر منح الله سبحانه وتعالى الأمة فيه ليلة الجائزة وهى ليلة القدر وجاد على العباد بمغفرة الذنوب والمناجاة فى صلاة القيام. فطوبى لمن صام واطلع الله على قلبه فرآه ممتنعا عن كل ما يغضب ربه وبالتالى أصبح هذا القلب محط تجليات الذات القدسية.... ففاز فى الدنيا والآخرة بنعيم القرب فى الدنيا والآخرة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة