أفادت دراسة بريطانية بأن «العطس» ليس مسألة عفوية، وإنما يعبر عن شخصية «العاطس»، وينقسم إلى أربعة أنواع: فهناك العطسة الكبيرة القوية والحيوية، وصاحبها يتمتع بشخصية قيادية وبأفكار عظيمة ومتفتحة واجتماعية ومتفائلة، وهناك العطسة الرائعة التى يجتهد صاحبها فى خفض صوتها، ويكون شخصا ودودا محبا للعشرة والأضواء، وليس الضوضاء، وهو شخص يمكن الاعتماد عليه وجدير بالثقة، وهناك العطسة الحذرة ويتمتع صاحبها بالوقار والاعتدال فى شئونه، وعادة ما يعمد إلى تغطية فمه أثناء العطس بيده أو بمنديل، ويكون دقيقا وحذرا وعميقا فى تفكيره، وهناك العطسة المخيفة ذات الصوت القوى كأنه المدفع، وعادة ما يكون صاحبها سريع الحكم على الأشياء وحاسما فى قراراته.
لقد شكّل هذا الأمر إلى حد ما، وسواسا خناسا بالنسبة لى، وأصبح هاجسا يؤرقنى، ولغزا أحاول فك طلاسمه، لذا لجأت إلى بعض أصدقائى المتنفذين، ممن لهم صلة مباشرة بالكثير من قادتنا بحكم مواقعهم المتقدمة، وقمت بسؤالهم بطرق غير مباشرة أحيانا، وممازحا فى بعض الأحيان الأخرى، كى لا أتهم بالجنون والهلوسة.
لسوء حظى ولتزداد حيرتى فلم يحالف الحظ أحدا منهم بسماع عطسة أحد من هؤلاء القادة.
أخيرا قررت اتباع المثل القائل «لا يحك جلدك إلا ظفرك»، وقمت باستخدام صفتى الصحفية، واستغلال علاقاتى الخاصة تسهيلا للاجتماع مع البعض منهم، وبالفعل نجحت تلك الخطة، واستطعت الاجتماع مع الكثير منهم، ولا أخفى عليكم، كم كلفنى ذلك من جهد ومن عبارات تصرخ مستنكرة النفاق بين أحرفها.
المثير للدهشة وللاستغراب أننى اكتشفت بأن الجميع ممن حولهم ،بدءا بعمال النظافة، مرورا بسائقيهم وكوادرهم، وانتهاء بمدراء مكاتبهم، يعطسون ما عداهم، فلم تكتحل عيناى برؤية أحدهم يعطس ولو عطسة يتيمة، مما جعلنى ونظرا لاستنفادى جميع وسائلى المتاحة، أن أعلن استسلامى وتوقفى عن تلك المتابعة عديمة الجدوى.
ولا أخفى عليكم أننى أشعر الآن بالرعب من القادم، وإن كنت أرى ملامحه بدأت تتجسد فى تصريحات قادتنا الجدد.
والسؤال الذى يثير حيرتى: هل ندرك فعلا نحن البسطاء من الشعب الفلسطينى، ماذا يعنى أننا لدينا قادة لا يعطسون ؟ ومن يملك الإجابة فلا يبخل بها علينا.
سليمان عباسى - كاتب صحفى فلسطينى
العطسة تدل على شخصية العاطس.. ولهذا نناشد القادة العرب: اعطسوا حتى تظهروا على حقيقتكم.. يرحمكم الله
الخميس، 01 أكتوبر 2009 09:06 م