إذا نظرت إلى صورته الآن ستعلم أنك رأيته عدة مرات فى برامج تليفزيونية، وعلى صفحات الجرائد يجيب عن عدد من الأسئلة الدينية، هو الدكتور «زكى عثمان» أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر.
استيقظ ذات صباح على مرض ألم به فأضحى كفيفا.. كسيحا وهو ابن ثلاثة أعوام، فى قريته «الرزيقات» بمحافظة قنا، لكنه أبصر الأمل وأصر على البقاء ليترك أثرا ولا يكون نسيا منسيا، حفظ القرآن الكريم وهو ابن 11 ربيعا، ثم التحق بالمعهد الأزهرى، وفى بداية يوم دراسى من السنة الأولى فى المرحلة الإعدادية صرخ فى وجهه مدرس الفقه بدون ذنب أو جريرة ارتكبها «ياعمى يامكسح يابن الـ....» هنا يعف القلم عن الكتابة.
واصل دراسته الجامعية، وأثناء هذا الطريق لم يرحم من جلد الألسنة التى أبرحته ضربا بسياط من نار، فالقريب والبعيد كان يوسوس فى آذان والده أن يبقيه فى البيت بحجة أنه ليس كطه حسين، لأن الثانى كان كفيفا، ولم يجمع مع ذلك الكساح أيضا، دفعه ذلك إلى التفوق وحصل على ليسانسى الدعوة عام 1979 والتفسير عام 1983 ثم الماجستير والدكتوراه عام 1989 بمرتبة الشرف الأولى، ثم ترقى حتى وصل إلى أستاذ ثم رئيس قسم الثقافة الإسلامية، ألف خلال هذه الرحلة نحو 23 مؤلفا زخرت بها المكتبة الإسلامية والثقافية، كما أشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وأجرى العديد من التسجيلات الإذاعية والتليفزيونية، وغيرها.
تركنا الشيخ وهو لا يملك من زخارف الدنيا إلا حجرة صغيرة فى حى شعبى بمنطقة حدائق القبة، تمتلئ الحجرة بأرفف من الكتب، ينام بينها على سريرٍ صغير، ومنضدة تحمل هى الأخرى عددا من الكتب وجهاز تليفون وتليفزيونا صغيرا، وفى الزاوية كرسى خشبى لتلميذه -هشام طالب الماجستير- الذى يقرأ عليه ما كتبته الأقلام.. تركناه ولسان حاله يقول «إنما أشكو حزنى إلى الله» وحالة الرضا تعلو بسمةً رسمت على وجهه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة