الشاعر عماد قطرى يكتب: حوارية.. بين مصريين

- من أنت يا...؟
• قلت الحقيقة سيدى
ما عدت أعرف من أنا
من ألف عام أرسلوا دمى المسال
لمعمل التحليل
قالوا.. صابر..
أو نصف خا..
لم أدر قالوا خالد
لم أدر قالوا خائف
لم أدر قالوا خائن
ولربما قالوا الحقيقة
خاسر.. أو خائب
أو خانع..
ما عدت أعرف من أنا
قد أنكرتنى سكة الوطن المباع
ضاع الإباء ولم يعد فى الأرض
من يأبى الخداع
-أنت ابن "مينا" سيدى
• ذاك الغبى موحد القطرين
أم جدى الكبير "تحتمس" الكرار أم..؟
-أنت ابن طيبة سيدى
• لا.. لست من نسل الملوك
ونيلنا
-دمى المسال صبابة-
مثل العبيد مسافر يشكو العطش
-أنت اليسوع وذا يهوذا سيدى
من ألف عامْ ..
النيل يجرى والقلوب جريحة
وعلى أراضيك السلام
• أين المسرة؟ والكآبة نيلنا
والآه تسكن جرحنا
والشمس يحجبها الغمام
من ألف عام
ما عدت أعرف من أنا
روم هنا
والباب "بابليون" حصن معتم
والفجر ما الفجر القريب
ببالغ ليل الأنام
من عهد "مينا" لم نزل نفدى الرئيس بروحنا
"بالروح..."
والروح التى باتت من الترداد
روحا زائفة
-قالوا الخليفة سيدك
• أهلا وسهلا سيدى..
-والبيك والباشا الكبير حبظلم
أسيادك الأفذاذ فاسمع أمرهم
• سمعا وألف تحية
رغم الأنوف الراعفةْ
-جند الفرنجة يا فتى
وكبيرهم
• هم سادتي..
والـ "سير" والـ "مسيو" الكبير
وضابط الرحيل من قسم الخليفة
سادتي..!
-قالوا الزعيم محرر
فاحمل نعالا فوق رأسك واصطبر
-قالوا الرئيس المؤمن
قالوا الرئيس مسدد
قاد الجيوش لنصرة
والضربة الأولى دليلك فاعتبر
• والنهب ... والتوريث..
-صمتا لا تكن متبرما
أنت الصبور فكن حليما
أو ترى عند المساء أفاعيه
• سمعا وألف تحية
ما عدت أملك غير أذن للأوامر واعية
***
يا ألف خيل فوق جسمى وقعها
هذى حوافرك التى أدمت أديم أحبتي
فانساب فى دمنا الخنوع
يا ألف خيل والدروع وطلقة
الجوع ينهش والعفاف ممزق
والقلب نبع الآهة الثكلى يموت
وعيننا تشكو الدموع
ما للجروح بميت ألم يثور
ومن يهن يبقى أسيرا للركوع
والسوس ينخر فى العظام وعظمنا
يشكو مع الأوجاع أعراض الهشاشة
نبكي.. نسر شكاية..
نبكى.. تغيب دموعنا
تعلو محيانا البشاشة
مات الحمار ولم نزل نرجو العليق
وفوق ظهر الشعب سوط فوق ثقل البردعة
ولأجل أن نعلو ونعلو دائما
طأطئ جباهك أو تخوض المعمعة
المعمعة؟!
سيل الدماء وضربة شجت جبينك
فاستوى طعم الدماء وماء طعم
الصمت عجز والكلام فضيلة
والأمر يبدو ناتجا عن سوء فهم
-أخشى نزيف الآه أو كسر العظام
وظلمة أو رمية من ألف سهم
سالت دمائى فى العبور ولم أذق
غير المرارة دائما أو بعض وهم
• سالت دمائي...
-كان النزيف بداية الخلق الجديد
• أهلا وسهلا بالدماء
-لابد من بتر الغباء
• أهلا بمبضعك المسافر فى الصديد
-النار تنفى سيدى خبث الحديد