إسلام أحمد يكتب.. خسارة "حسنى"..وقفة للتأمل

الخميس، 01 أكتوبر 2009 01:49 م
إسلام أحمد يكتب..  خسارة "حسنى"..وقفة للتأمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنوعت ردود فعل النخب السياسية والثقافية على خسارة المرشح المصرى فاروق حسنى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو ما بين شامت فى وزير الثقافة ومتعاطف معه، وقد انقسموا إلى ثلاثة فرق:

الفريق الأول أخذ يشمت فى فاروق حسنى، وهم فى أغلبهم من اليساريين والإسلاميين المتشددين، الذين أخذوا على وزير الثقافة تصريحاته الهوجاء ضد حجاب المرأة وبقائه فى منصب وزير الثقافة لأكثر من عقدين من الزمان، بالإضافة إلى منحه جائزة الدولة التقديرية لسيد القمنى _المعروف بولائه للغرب وعدائه للإسلام _فى محاولة منه لاسترضاء اليهود والغرب بعد أن أعلن موقفه المعادى لإسرائيل.

الفريق الثانى متعاطف مع فاروق حسنى ويضم فئة المثقفين الموالين للنظام الحاكم وكبار المسئولين، وهذا الفريق هو الذى كان يساند المرشح المصرى بقوة فى حملته الانتخابية مما أدى إلى وصوله للأدوار النهائية.

الفريق الثالث أخذ موقفه يميل إلى الاعتدال ربما يكون مختلفا مع شخص فاروق حسنى وبالرغم من ذلك فقد قام بمساندته لا حبا فيه ولكن لأن فاروق حسنى فى تلك الحالة لا يمثل نفسه بل يمثل مصر، وأزعم أننى أنتمى إلى هذا الفريق، فبالرغم من اختلافى مع فاروق حسنى فكرياً، إلا أننى تمنيت نجاحه وحزنت لخسارته. وأذكر يوم أن علمت بتولى وزير المالية يوسف بطرس غالى لمنصب نائب مدير صندوق النقد الدولى فرحت جدا بالرغم من اعتراضى عليه كوزير مالية مصر، لأننى أرى أنه يتوجب علينا جميعا مساندة أى مصرى يرشح نفسه لمنصب دولى حتى وإن كنا نختلف معه ولننحى الخلافات الشخصية والفكرية جانبا من أجل مصر.

ولا معنى لقول الفريق الأول من المعارضين لفاروق حسنى ما الذى كانت ستجنيه مصر من تولى المرشح المصرى منصب مدير عام منظمة اليونسكو؟
فلا شك أن وصول فاروق حسنى لهذا المنصب من شأنه أن يشكل إضافة كبرى إلى سجلنا التاريخى وهو سجل مشرف ملىء بالانجازات وسيدعم من جهود الرئيس أوباما فى فتح حوار ما بين العالم الإسلامى والغرب هذا فى حالة أن الرئيس أوباما صادق فى نواياه

أما وقد انتهت الانتخابات فينبغى علينا أن نضع السيد فاروق حسنى موضع المساءلة وأن نبحث فى الأسباب الحقيقية لخسارته حتى نتجنب وقوعها فى المستقبل، وهى فى اعتقادى تتلخص فى تصريحاته العنترية غير المحسوبة مثل موقفه من حجاب المرأة وتصريحه فى مجلس الشعب بحرق أى كتب يهودية يجدها فى مكتبة الإسكندرية ثم تراجعه عن هذه التصريحات واعتذاره، مما أدى إلى فقدانه الكثير من احترامه ومصداقيته فمن غير اللائق أن تصدر تصريحات بمثل هذه الدرجة من الحساسية والخطورة من مسئول أيا كان موقعه.

وهناك أمر لابد من لفت الانتباه إليه وهو أن خسارة المرشح المصرى فاروق حسنى كشفت إلى حد كبير الوجه الآخر لأوباما بعد التحالف اليهودى الأمريكى الأوروبى لإسقاط المرشح المصرى، فمنذ أن تولى الرئيس أوباما الحكم وألقى خطابه فى جامعة القاهرة ومد يده إلى العالم الإسلامى، تفاءل الكثيرون من العرب والمسلمين وأبدوا حسن النية تجاه الرئيس أوباما، وأنا من زمرة هؤلاء إلا أننى أرى دائما أن هناك ثوابت فى السياسة الأمريكية لا تتغير بمجىء أوباما أو غيره وهو ما بدا واضحا فى هزيمة المرشح المصرى فى انتخابات اليونسكو فى اللحظات الأخيرة بعد المؤامرة اليهودية الأمريكية لإسقاطه، فهل كان يتصور أحد أن تسمح الولايات المتحدة _ وهى التى تملك أوراق اللعب بحكم كونها القوة العظمى فى العالم _بفوز مرشح مصرى أعلن عداءه لإسرائيل ورفض التطبيع معها؟!

كما أن هزيمة المرشح المصرى فى انتخابات اليونسكو قد أكدت أيضا فكرة صدام الحضارات التى ابتدعها الغرب على يد مفكريه وفى مقدمتهم صامويل هنتنجتون، فلو كان الرئيس أوباما صادقا فى نواياه فى حوار الحضارات وفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامى فلم تحالف مع اليهود فى إسقاط المرشح المصرى؟!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة