«لم يرحموا جثته فكبلوه من يديه وقدميه بعد وفاته».. «وقيدونى من يدى وقدمى، وحاولوا استخدام العنف معى لإجبارى على توقيع أمر الترحيل».. هكذا تعاملت السلطات السعودية مع اثنين من العاملين المصريين ممن تعرضوا لظلم واضطهاد من الكفلاء، وعندما طالبوا بحقهم كان جزاؤهم التعذيب داخل سجون المملكة.
فيصل أبوالفتوح راشد مهندس ميكانيكا مصرى، حضر إلى «اليوم السابع» وأمسك بيديه وثائق قال إنها تثبت حقه المهضوم فى السعودية،وأخذ يروى ما حدث له وزملائه فى السعودية، قائلاً: لقد تم تعذيبنا بأسوأ الأشكال، فكان مسئولو السجن يغلقون مكيفات الهواء ويقطعون مياه الشرب والمياه عن الحمامات أيضاً، وفى إحدى المرات أغمى على زميلنا «صابر» سجين مصرى من الاختناق، فأخذوه للخارج الذى يعد أكثر عذاباً من الداخل ومات فى الخارج، ليتم حمله بعد ذلك وهو جثة هامدة مكبلا من يديه وقدميه، ويوجد شهود كثيرون على ما أقوله. فى الوقت الذى لم تتحرك فيه السفارة المصرية بالرياض لنجدتهم وعندما ذهب مندوب السفارة المصرية إلى السجن ليرى 1000 مصرى من المسجونين كادوا أن يفتكوا به، لولا تدخل حراس السجن، مؤكداً أن هناك قصصا أخرى لتعذيب مصريين داخل السجون السعودية، منهم أحمد النمر وأحمد عز ومحمد بدير وآخرون.
راشد أكمل روايته قائلاً: الطعام الذى كنا نأكله عذاب حقيقى، فليس له أى طعم و لا يمكن أن يشبع أحداً، فكان يتم صرف عدس لا يزيد على «نصف كوب صغير» لخمسة أشخاص، هذا غير حوادث الضرب التى تحدث، وأنا نفسى كبلونى من يدى وقدمى واستعملوا العنف معى بشد الشعر من أجل إجبارى على توقيع قرار ترحيلى، واعتقلوا كل عائلتى بما فيها ابنتى الصغرى التى تبلغ 9 سنوات للضغط على.
وحكى قصته من البداية، عندما ذهب إلى السعودية مع أسرته عام 1991 ليعمل بشركة الشرق للتجارة والتسويق لمدة 8 سنوات ثم عرفه مدير شئون الموظفين بالشركة على المستثمر السعودى يحيى مهدلى على فهد باجابر من أجل أن يعمل معه فى مشروع جديد بالمنطقة الشرقية، ليكتشف راشد أن ذلك المشروع يعد عملية نصب كبيرة يريد بها الأخير الحصول على مبلغ 7.5 مليون ريال من مستثمرين آخرين بحجة مشاركته فى مشروعه.
أضاف راشد: أنه عندما كشف ذلك للمستثمرين الآخرين وأفشل عملية النصب رفض باجابر إعطاءه جواز سفره وخطابات نقل الكفالة لينتقل للعمل فى مكان آخر. وقال إنه عندما حاول نقل كفالته فوجئ بأنه مبلغ عنه بهروبه من كفيله ليتم اعتقاله لمدة 6 أشهر. ثم تم ترحيلى دون أخذ أى من مقتنياته الخاصة الموجودة فى شقته بالسعودية، وأنه يريد استعادتها، وأنه لديه ثلاث بنات مقيدات بالمدارس السعودية ويرفضون تسليمه ملفاتهن بسبب أن إقامته منتهية ويجب تجديدها، وهو أمر مستحيل حدوثه بسبب ترحيله، مؤكداً أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد المسئولين عما حدث له، وأنه يريد تعويضا من إمارة المنطقة الشرقية عن اعتقاله لمدة 6 أشهر دون سبب، بالإضافة إلى الإهانات التى تعرض لها.
لمعلوماتك...
◄ 1 مليون و 200 الف عامل مصرى يعمل فى السعودية