خبراء: التحامل على الدور المصرى يخدم تركيا وإيران

الجمعة، 09 يناير 2009 03:40 م
خبراء: التحامل على الدور المصرى يخدم تركيا وإيران الخارجية المصرية تحتاج لإعادة ترتيب أوراقها
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يحزننى، ويجرحنى أن أعيش لأرى مصر مثل القوة الناعمة فى المنطقة".. هكذا وصف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل السياسة الخارجية الحالية للقاهرة، فى حواره لقناة الجزيرة حول الحرب الإسرائيلية على غزة.

فهل أصبحت مصر قوة ناعمة لا تمتلك قدرة الفعل، أو تأثير فى الوضع الدولى والاقليمى؟ وهل حقا تخضع السياسة الخارجية لمنطق القوة العظمى؟

قال السفير جمال بيومى، مدير إدارة إسرائيل سابقا بوزارة الخارجية، إن مفهوم القوة الناعمة ليس عيبا فى العلاقات الدولية، ولا يقلل من مكانة مصر، فهو وصف يطلق على أوروبا فى مواجهة السياسات الأمريكية، وعدم الوقوف ضدها، بزعم أنها قوة عظمى، حتى روسيا نفسها لم تستطع التصدى للسياسات الأمريكية إلا فى حالات معينة مثل الأزمة الجورجية .

وأشار إلى أن مصر لا تزال قوة إقليمية، وهى أقوى دولة فى المنطقة، ومن يحاول تقليدها من دول المنطقة لن يستطيع، لأنه ليس لديه المقومات نفسها التى تملكها مصر، مثل التاريخ والحضارة والعقول، وإذا كان المنهج المصرى تغير فى العلاقات الدولية، فهذا يعتمد على متطلبات السياسة الدولية ووجوب المرونة فى حل القضايا الدولية، وخاصة الصراع العربى الإسرائيلى، موضحا أن سوريا مثلا خسرت الكثير لأنها لم تسمع كلام الرئيس الراحل أنور السادات فى التفاوض مع إسرائيل، ولذلك فإن إسرائيل تقول لها "لقد تأخرت كثيرا وسوف تحصلين على مكاسب أقل".

أما اللواء فؤاد نصار، مدير المخابرات العامة الأسبق، فأكد أن مصر لم تكن فى يوم من الأيام قوة ناعمة، وإلا لما تولت ملفات خطيرة فى المنطقة مثل الملف الفلسطينى الإسرائيلى والملف السودانى، إضافة إلى طلب دول وأطراف إقليمية للوساطة المصرية، خصوصا الطوائف العراقية.

كما أكد أن أى تقليل من حجم مصر ودورها وتأثيرها سيكون لصالح أدوار أخرى فى المنطقة، مثل الدور التركى، الذى لا تزال تسيطر عليه فكرة الخلافة القديمة والسيطرة على المنطقة، أو على الأقل وجودها كلاعب له وزنه على الساحة الدولية، لكى تستخدم ذلك كورقة ضغط فى معركتها لعضوية الاتحاد الأوروبى. ثم إننا نرى الأتراك لم يتخذوا خطوات جدية فى الحرب الدائرة ولم تستمع لهم حليفتهم إسرائيل، بينما تمت الاستجابة للمبادرة المصرية من قبل الأطراف الدولية.

من جانبه يرى اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أن الدور المصرى لن يتأثر بالهجوم عليه من بعض الأطراف، فهو واقع على الأرض، ومصر تتمتع بمصداقية أفضل من بعض الأطراف التى تريد جر المنطقة إلى حرب بدعوى القوة الحديدية واستخدام شعارات عفا عليها الزمن، مثل "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

وأشار مظلوم إلى أن مصر تحاول عمل كافة السبل فى الملفات التى تتولاها، وهى ليست بهذا القدر من التراخى ولكنها قوية وحاسمة فى الملف السودانى، لأنه عمق استراتيجى لمصر، ولذلك تقف ضد أى محاولة لتقسيم السودان وتعتبر وحدة أراضيه، خاصة الجنوب، قضية أمن قومى لا تفريط فيها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة