إسرائيل ومجلس الأمن.. التجاهل بحماية أمريكية

الجمعة، 09 يناير 2009 08:45 م
إسرائيل ومجلس الأمن.. التجاهل بحماية أمريكية الفيتو.. كلمة السر وراء التغاضى عن مجازر إسرائيل على مر التاريخ
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجاهل وعناد ومواصلة للعمليات العسكرية، حتى تحقق أهدافها الاستراتيجية، هذا هو تاريخ إسرائيل مع قرارات مجلس الأمن الدولى، وآخرها القرار رقم 1860 الداعى لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة، وهو الأمر الذى اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلى أولمرت غير ملزم رغم صدوره عن البند التاسع لأول مرة.

أكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين لليوم السابع أن إسرائيل لم تلتزم بقرار مجلس الأمن، لأنها بعد 14 يوما من العمليات العسكرية لم تحقق أهدافها فى غزة، سواء بتقليم أظافر حماس أو بالقضاء على الصواريخ أو حتى باختراق المدن.

قال اللواء د. عادل شاهين خبير القانون الدولى ووكيل المخابرات العامة السابق لليوم السابع: إن قرار مجلس الأمن رقم 1860فى حد ذاته يشكل إضافة لما يلحق بالقرارات العربية من مهانة، وقد حدثت عليه تعديلات غربية فقدته مضمونه، حتى تقدمه إنجلترا وليس المجموعة العريبة، التى استغرقت ثلاثة أيام لإدخال كلمة الوقف الفورى، ولم يتضمن تفصيلا فى بعض النقاط الهامة، خاصة وضع غزة التى تصر إسرائيل على تقسيمها، وتحويلها إلى منطقتين، واستمرار محاصرتها بأى شكل.

أضاف شاهين: لقد كان تأخير القرار لمدة 24 ساعة، من جانب الرئيس الفرنسى ساركوزى، فرصة لإسرائيل للمماطلة وتنفيذ أهدافها فى غزة. موضحا أن لجوء العرب إلى مجلس الأمن هو لجوء الضعيف العاجز، لتغطية نفسه أمام شعوبه، خصوصا أن إسرائيل لم تنفذ أى قرار لمجلس الأمن، منذ عام 1947 ومرورا بالقرار 242 لسنة 67 والقرار 338 لسنة 73، وهى دائما تحاول الالتفاف على القرارات الدولية وعدم تنفيذها بحذافيرها.

من جانبه يؤكد اللواء حسن الزيات الخبير العسكرى، أن قرار مجلس الأمن شهد لأول مرة عدة نقاط جديدة، أولها صدور القرار تحت البند التاسع، ما يعنى إلزام إسرائيل بتنفيذه وتعرضها للعقاب من المجتمع الدولى لتنفيذه، ولكن إسرائيل تعلم أنها لن تتعرض لأية عقوبات دولية.

ثانيا، عدم استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لأول مرة وامتناعها عن التصويت فقط. مع استمرار توفيرها للدعم والحماية لإسرائيل. وأخيراً توحد المجموعة العربية ونبذ الخلافات جانبا تحت مظلة الجامعة العربية.

وأضاف الزيات قائلا: ورغم ذلك مازالت إسرائيل تصر على رفض تطبيق قرار مجلس الأمن، وقد أعلن رئيس الوزراء أولمرت، أن حكومته لن تنفذ القرار، لأنها لم تحقق أهدافها بعد من الحرب فى غزة، موضحا أن أهداف إسرائيل غامضة ولم تعلنها صراحة، فهى بداية العمليات قالت إن أهدافها أن تجتاز قطاع غزة، ثم عند دخول الحرب مرحلتها الثانية، قالت إنها تسعى إلى البنية التحتية لحماس والقضاء على منصات الصواريخ، ولكن ذلك لم يحدث. فمازالت حماس والفصائل تقاتل بشراسة، ولم تنجح إسرائيل فى دخول المدن وكلها مناوشات واستطلاعات مسلحة. وهذا دليل أن إسرائيل لم تحقق أهدافها حتى الآن.

وطالب الزيات الدول العربية بسرعة عقد قمة عربية بدون خلافات، أو تأثير للمحور الإيرانى، خاصة فى سوريا التى لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ العام 73،وأن تكون قرارات القمة غير إنشائية مثل القرارات التالية:

أولا: تخفيض التمثيل الدبلوماسى بين الدول العربية التى تقيم علاقات مع إسرائيل.
ثانيا: مقاطعة البضائع الإسرائيلية وهو أمر لا شك سيؤثر فى قرارات المجتمع الدولى.

اللواء يسرى قنديل الخبير العسكرى أكد: أنه على العالم العربى أن يستفيد من تجربة مجلس الأمن، واستمرار تعطيل القرار من قبل الولايات المتحدة لمدة 10 أيام، وهذا معناه عودة المفاوضات للمربع صفر.

واختصار القضية فى غزة والانسحاب والمعابر، وهذه ستستغرق وقتا طويلا. أضاف قنديل: لاشك أن الحرب على غزة كشفت موقف المجتمع الدولى، وانحيازه لإسرائيل، ومن المتوقع عودة الإرهاب مرة أخرى بدعوى تحرير الأراضى المحتلة، وغياب الشرعية الدولية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة