مى الشربينى

وعود 2009

الخميس، 08 يناير 2009 10:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام قليلة فى بداية هذا العام، جلست أكتب وعودى لنفسى للعام الجديد. أردتها أن تكون بسيطة وقليلة هذه السنة، حتى أتمكن من الوفاء بها. كانت أشعة الشمس الحارة تضرب بقوة فى شتاء يناير على سطح البحر، حتى بدا أبيض متلألئا. أغمضت عينى لأحدد بوضوح كل ما يؤرقنى حتى الآن، وأختار ما سأعِد نفسى بتغييره.

رأيت صور متشابكة وهى فى الأغلب نفس الصور التى نراها جميعاً. والدَىّ.. هل أُعبِّر لهما عن حبى بشكل كاف؟ ابنتى.. تعليمها.. صحتها.. أفكارها.. هل أمنحها ما تحتاجه من الوقت والتركيز كل يوم؟ عملى..هل أقوم به بكل ما أملك من إمكانيات، أم أن لدى ما لا أعطيه؟ نَفسى.. هل أُهذبها؟ هل أُصلحها؟ هل أستمتع بما منحه الله لها؟ وصور أخرى كثيرة.

سأفتح عينَىّ وأرى سطح الماء الأبيض ،وأُهَدِّىء الصور القلقة، وأكتب: فى 2009 :
1 -أتحدث مع أهلى كل يوم.
2 - فى كل لحظة أقضيها مع ابنتى سأغلق الموبايل ولن أفكر إلا فيها.
3 - فى كل يوم أمنح نفسى ساعة واحدة لى فقط، للرياضة، للتأمل أو لأى ما يُسعدنى فعلاً.

فتحت عينَى. رأيت الماء ورأيت وجوه أطفال عليها دماء. تراكمات لما شاهدته بغزارة فى الأيام الأخيرة، ظهرت فى هذه اللحظة غير المناسبة.. أو ربما المناسبة تماماً.

تذكرت صرخات أبناء غزة، وهم يفقدون أباءَهم، لم يُمنحوا وقتاً ليقولوا لهم »نحبكم« قبل أن يُستشهدوا. تذكرت أباء تمتص رؤيتهم لدماء أبنائهم كلَ قواهم، حتى تبقى الصرخة سجينة حناجرهم. أين يكون قلقى على أبنائى وأهلى ونفسى مهما بلغ، من بشاعة هذا الشعور؟ بكل قلقى وغضبى وصراعى ،أبعُدُ سنوات ضوئية عن هذه الأرواح المقتولة فى أجسادٍ، مازالت تتحرك على بُعد كيلومترات منى. نعم واقعى سيبدو لى دائماً أهمَّ ما فى العالم، ولكن المعاناة والمآسى هناك أعمق من أن تختفى، حتى وإن أغمضت عينى. قاطعت لعب ابنتى مع أصدقائها. سألتها: هل تعلمين أن الناس الذين شاهدتِهم على التليفزيون، وسألتينى عنهم، لا يبعدون عن هنا كثيراً؟ سألَت: اللى فى فلسطين؟ -نعم هم فين؟ هم بيموتوهم ليه؟ إما أن أدخل فى تفاصيل سياسية، تستخلص منها فى سن صغير أن الروح رخيصة، أو أبحث عن أى خط إيجابى. سألْت: هنعمل إيه لأهاليهم؟ قالت: نشوف الأول هم محتاجين إيه ونقول لإسرائيل يبطَّلوا. لن أقول لها فى هذا السن إن اسرائيل «مش هيبطَّلوا»، ولكن جعلتها تشاركنى ما أكتب: كتبت ما كنت أنوى وأضفت معها:4 - سنتواصل مع طفل من غزة، ونساعده على ما يحتاج وإن كان دعاء. وعد بسيط ولكنه سيُبقى عينيها مفتوحتين، وخط الأمل ممتدا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة