أكد الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، خلال لقائه مع قناة الجزيرة حول مجزرة غزة وموقف مصر والدول العربية والعالم، أنه عاجز عن فهم وتفسير الموقف المصرى من هذه المجزرة. وأضاف أن التدخل المصرى فى القضية الفلسطينية، كان لابد أن يكون له وجهان، الأول يتمثل فى حرص مصر على سياسيتها الاستراتيجية الداخلية، وأيضا الحفاظ على أمنها القومى، والآخر تدعيم الموقف الفلسطينى، وذلك انطلاقا من مبدأ القومية العربية. وقد انتقد هيكل التصريحات المصرية، حيث أكد أن مصر لا تدرك قيمة ما تعبر عنه ووصف التصريحات التى تخرج على لسان الساسة المصريين بأنها فضيحة.
وأكد أنه بالرغم من اختلافه مع مواقف الرئيس المصرى من القضية والمجزرة بغزة، إلا أنه هو عنوان السياسة المصرية، ولابد أن يفرق الجميع بين مصر بدورها الحالى وبين الدور التاريخى لهذا الوطن الذى قدم تضحيات لا تعد ولا تحصى للقضية الفلسطينية.
كما انتقد هيكل النظام الأمنى المصرى بسبب سوء تقديراته للأوضاع الحالية التى تعطى الجانب الإسرائيلى مزيدا من الأرضية السياسية والأمنية على حساب أمننا القومى، ويكفى أن هذه السياسة قسمت المصريين إلى بدو وأغنياء وفقراء وسكان عشوائيين.
وحول كيفية صنع القرار السياسى فى مصر، أكد هيكل أننا بحاجة لأن نحدد أين هى مصلحة مصر الاستراتيجية وكيفية التعامل مع مستجدات الأحداث، وذلك من خلال سياسة القوة الناعمة وهى كيفية فرض السلطات خارج البلاد، إضافة إلى استعمال التحالفات مع الدول الأخرى
وأشار إلى أن أغرب ما فى الأمر أن كل الرؤساء الذين قابلوا الرئيس مبارك نقلوا عنه كلاما غريبا ولا يصح أن يقال، وآخر هذه التصريحات ما جاء على لسان الرئيس ساركوزى الذى قال إن الرئيس مبارك قال له لا يجب على حماس أن تشارك فى هذه المعركة.
وعن تصرفات مصر فى المعابر أكد أن سياستنا مع المعابر محيرة، وأنه لا يستطيع أيضا فهمها، وأضاف أنه من الغريب أن إسرائيل تدخل وقودها عن طريق المعابر فى الوقت الذى تغلق فيه المعابر فى وجه البضائع والمعونات إلى غزة، فمصر تغلق المعبر لإرضاء أمريكا وإسرائيل، وكل هذه شواهد على أن هناك تأكلا فى قوة مصر الناعمة وتراجعا فى فرض سياستها الخارجية.
وبالنسبة لتقييمه لخطاب أمين عام حزب الله، أكد هيكل أن نصر الله أخطأ فى خطابه، لكنه لم يدعو لانقلاب فهو يعلم أن مصر بحبها لأل البيت أقدر على التعامل بصورة كبيرة معهم فى الموقف المتأزم وكل الشيعة يحبون مصرن ليس نصر الله فقط، وقال إنه يتذكر أن الخمينى قال له ذات يوم، أتمنى أن أسير فى رحاب سور الأزهر.
وأشار إلى أن الدول الأكثر تأثيرا فى المنطقة هم أربع دول، وهى إيران وتركيا فى الشمال وإسرائيل ومصر فى الجنوب، إلا أن إسرائيل ليس لديها إلا القوة المسلحة، وبالتالى دورها أقل، خاصة وأنها تنال كراهية من الجميع. واختتم هيكل لقائه بالتأكيد على أن أكبر الخاسرين فى معركة غزة هم مصر وإسرائيل.
خلال لقائه مع قناة الجزيرة
هيكل: مصر وإسرائيل أكثر الخاسرين فى مجزرة غزة
الخميس، 08 يناير 2009 12:16 ص
هيكل انتقد الموقف الرسمى للنظام المصرى فى معالجة مجزرة غزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة