بياع شاى وبيسأل:

هما المسئولين إزاى بقوا أغنياء..؟

الخميس، 08 يناير 2009 10:15 م
هما المسئولين إزاى بقوا أغنياء..؟ عم محمد بجوار عدة الشاى الخاصة به
كتب محمد عبد العاطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعصبيه واضحة وضيق اكتسبه من أيامه، كان «عم محمد الليثى» يمارس عمله على الكورنيش وقد نصب عدته لعمل الشاى والقهوة وباقى المشروبات، مستعينا ببراد عملاق لغلى المياه على «موقد كيروسينى» مع عدد من البرطمانات للشاى والسكر والقهوة والينسون وغيرها من احتياجات عمل المشروبات الساخنة.

«بقالى 50 سنة واقف الوقفة دى» عم محمد لا يعرف عملا آخر غير الوقوف فى الشارع وعمل المشروبات، وأحيانا بعض السندوتشات «بس لما الإزالة بتيجى تلم كل حاجة معايا فتبقى الخسارة كبيرة وأنا صحتى متساعدنيش على أنى أشيل العدة وأجرى» شكوته لا تنتهى، أولها من رجال المحافظة وإزالة إشغالات الطريق، فلا يعترض على أدائهم لعملهم، ولكنه يتمنى أن يراعوا أمثاله و«حرقته عشان أكل العيش».

حاول كثيرا أن يحصل على كشك أو رخصة لعمل المشروبات «ولكن فى المحافظة مفيش ترخيص بكشك مشروبات هى أكشاك سجائر وبس، طيب أنا معرفش أشتغل حاجة تانية أعمل إيه؟» فحتى إن حصل على ترخيص بكشك سجائر لا يدرى منين يجيب ثمن البضاعة كى يملأ بها الكشك.

المعاش الذى يحصل عليه من الحكومة ثمانون جنيها يدفع منهم ثمن التموين «المفروض يراعوا اللى حالتهم زيى 80 جنيها يعملوا إيه لواحد محتاج يستريح بقى اليومين اللى فاضلين ليه بس باخدهم واهو حاجة تسد جمب الشغل».

«عندى ولدين واحد فى الجيش معرفش لو رجع هيشتغل إيه، والتانى خلص دبلوم صنايع وقاعد جمبى، لا علموه صنعة ولا شهادته تشغله فى حاجة وشكل أخرته هيتلطم فى الشوارع زيى كدا، طيب هاتلى حد من أولاد المسئولين وقف مستنى أتوبيس أو قعد فى البيت مش لاقى شغل، دول الوظايف بتجلهم لحد عندهم». ورغم خوفه وحرصه على ألا يتكلم فى السياسة فإن جميع انتقاضه للحياة يصب فى عصبها من أزمة السكن لارتفاع أسعار الحديد وطرح سؤال فطرى لعل سنوات وقوفة فى الشارع جعلته يسأله: «هو ليه الناس اللى فوق هما اللى بيغتنوا بالشكل دا وإزاى بيتحكموا فى حياة الناس وأقواتهم بالشكل دا؟».

تركته يتشاجر مع أحد الصبية على «صنية» أخذ عليها طلبات من المشاريب الساخنة وأعاد له الأكواب فقط دون «الصنية».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة