من عجائب الزمن أن أمراء الهزائم يصورون أنفسهم أبطالا، فالسلطة الحاكمة فى سوريا لم تحرر أرضا، ولم تنتصر فى معركة ضد إسرائيل، ومع ذلك يزايد رئيسها بشار الأسد على غيره، يعتبر نفسه من الرجال، والذين خاضوا حربا، حرروا أرضهم أنصاف الرجال، رغم أنه ووالده من قبله لم يحرروا الجولان، واحتلوا لبنان، وبدلاً من أن يكونوا قوة حامية وداعمة لهذا البلد العربى، وقفوا يتفرجون على الجيش الإسرائيلى وهو يجتاح بوحشية أول عاصمة عربية هى بيروت، وتحول بلد مثل لبنان إلى مجرد ورقة ضغط فى يد نظام عاجز، يفاوض به إسرائيل والإدارة الأمريكية فى السر.
ومثله كل أمراء الهزائم، الذين لم ينتصروا فى معركة ولا حرروا أرضا، فكيف استطاع هؤلاء أن يقنعوا قطاعا كبيرا من عالمنا العربى ،أنهم الأبطال المنتصرون، رغم أن الذى خاض حربا وانتصر فيها هم المصريون، والذين حرروا أرضهم هم المصريون، والذين قدموا أكثر من غيرهم لفلسطين هم المصريون.
إنها الأكاذيب التى من كثرة ترديدها، أصبحت تشبه الحقائق، فيصبح المنتصر مدانا، والمهزوم بطلاً.