"منير".. مأساة شاب فلسطينى على الحدود مع غزة

الخميس، 08 يناير 2009 10:42 ص
"منير".. مأساة شاب فلسطينى على الحدود مع غزة منير يطمئن على أهله هاتفياً خلال لقائه باليوم السابع تصوير – ماهر إسكندر
كتب بهاء الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كيف حالكم.. إيش أخباركم؟" يبكى قليلا ثم يمسح دموعه ويقول "ديروا بالكم على الباقين".. هذا جزء من الاتصال الذى يتكرر يوميا بين محمد منير الفلسطينى وأسرته فى بيت لاهيا بقطاع غزة. منير مقيم فى العريش، وهو يأتى يوميا لمعبر رفح لكى يجرى اتصالا هاتفيا لمعرفة "عدد القتلى الجدد فى عائلته"، وليفعل ذلك عليه أن يقطع يوميا ساعة للذهاب وساعة للعودة، يتخللهما إيقافه ما لا يقل عن 3 مرات فى كمائن الشرطة على طول الطريق الواصل بين مدينتى العريش ورفح الحدودية.

عائلة منير المحاصرة فى غزة لم يرهم منذ 3 سنوات، بعد أن ترك غزة وانتقل لمصر ليدرس فى كلية طب الأسنان بجامعة سيناء الخاصة، حتى الإجازة الصيفية يقضيها فى العريش "أخاف أن أذهب لغزة فى الإجازة فأفشل فى العودة إلى مصر لأن ظروف فتح وغلق المعبر غير مضمونة وأنا أريد أن أنهى دراستي".

منير مثل باقى الفلسطينيين المقيمين برفح انقطع الاتصال بينهم وبين ذويهم فى غزة بعد أن "صارت الاتصالات الدولية بين مصر وفلسطين مستحيلة بسبب تدمير شبكة الجوال الفلسطينية على يد الإسرائيليين"، والحل الوحيد هو إجراء الاتصالات بالقرب من الحدود المصرية مع غزة، حيث تعمل الشبكة الفلسطينية فى أغلب الأحيان. منذ عدة أيام جاء منير للمعبر، وخلال اتصال هاتفى مع أمه أبلغته أن خاله استشهد، وفى اليوم الأول للهجوم على غزة فقدت العائلة خال آخر فى منتصف الثلاثينيات ولديه أسرة مكونة من زوجة و5 أطفال.

أسرة منير تعيش فى غرب بيت لاهيا بقطاع غزة، إلا أنهم غادروها بعد أن قتل جيرانهم بالكامل "عارف الأسرة المكونة من 7 أفراد اللى ماتوا بالكامل دول كانوا فى البيت الملاصق لينا، وأهلى حسوا أن الدور عليهم فرحلوا من البيت خاصة بعد ألقت الطائرات الإسرائيلية بيانات على السكان تأمرهم بإخلاء بيوتهم، وبالفعل غادروها إلى مكان يكون فيه عمليات برية فقط لأنها أكثر أمانا من المناطق التى تشهد عمليات برية وجوية".

منير لا ينتمى لفتح أو حماس، لكنه يرى أن أهالى غزة يدفعون الآن ثمن اختيارهم لحماس "هما كويسين بس طبعا لهم أخطاء لأنهم مش ملائكة". ويعتقد أن كل المحادثات التى تجرى الآن لا فائدة منها لأن "حماس لا تشارك فيها". كل ما يتمناه منير أن يكون مع أهله الآن فى غزة، "أنا فى شدة القلق والخوف عليهم"، فآخر مرة شاهد فيها أحد أفراد عائلته كانت منذ ما يزيد عن عام بعد الاقتحام الفلسطينى للحدود، "لم أقض معه سوى الساعات القليلة التى قضاها لشراء احتياجاتهم الغذائية ثم عاد سريعا".

أمى حزينة للغاية فقد تبقى لها الآن بعد استشهاد أخوالى الاثنين، 5 إخوة آخرين لكن جميعهم ضمن صفوف المقاومة، وباقى العائلة لا تعرف عنهم أى شيء، لأن المقاومة لا تستطيع استخدام الهواتف بسبب مراقبة الإسرائيليين لها، وإلا سيحددون مكانهم وبذلك سينتهى أمرهم. ويكمل منير "العشرات من جثث الشهداء مكدسة فى مستشفيات غزة وشوارعها لكنهم فشلوا فى معرفة من هم هؤلاء، وربما يكون أحد اخوالى بينهم ونحن لا نعرف".

"خايف إنى ما شوفش أهلى اللى من 3 سنين ما شفتهم".. رنين هاتفه قطع حديثنا..
"ألو أيوة يا أمى إيش أخبارك.. بتبكى ليه؟".. بكى بحرقة.. أغلق الهاتف.. نظر لى بحزن "خالى استشهد".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة