مؤكدة أن حماس هى الوحيدة القادرة على إدارة غزة

لوفيجارو : حماس رابحة فى حالة خسارتها.. إسرائيل خاسرة فى حالة ربحها

الخميس، 08 يناير 2009 02:25 م
لوفيجارو : حماس رابحة فى حالة خسارتها.. إسرائيل خاسرة فى حالة ربحها لوفيجارو تؤكد على مكاسب حماس من معركة غزة
إعداد ديرا موريس عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت إسرائيل ترفض إعادة احتلال غزة بصورة دائمة، ومصر لا تنوى إعادة تحمل مسئولية إدارتها، والسلطة الفلسطينية قد فقدت ثقة الغزويين فيها، فلمن إذن ستكون غزة؟ ومن قادر وراغب فى إدارتها غير حركة حماس التى أصبحت فرصة الاعتراف بها دبلوماسيا شبه قائمة؟ تلك هى النتيجة التى خلصت إليها صحيفة لوفيجارو الفرنسية بعد قراءة فى سياق أحداث الاجتياح الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة منذ بدايته، وحتى رفض إسرائيل دعوة الوفد الأوروبى لوقف إطلاق النار فورا.

ذهبت الصحيفة إلى أن نقطة الالتقاء الوحيدة بين حماس وإسرائيل تكمن فى رفض كليهما العودة إلى مبدأ الوضع الراهن. من جانبها، لا تبغى إسرائيل التفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية التى تسيطر فعليا على قطاع غزة والتى تعتبرها من وجهة نظرها منظمة إرهابية. وفى المقابل، تتمسك حماس بعدم التنازل عن سيادتها، وتطالب بمعاملتها كحكومة شرعية من قبل دولة تنكر حماس أصلا وجودها.

كانت حماس قد أعلنت عن تقبلها فكرة وقف إطلاق النار، مطالبة أيضا بإنهاء الحصار الإسرائيلى. إلا أن وقف الهجوم الفورى يعنى السماح لحماس بالخروج أكثر قوة من هذا الصراع. وعلى غرار ما حدث مع حزب الله اللبنانى فى 2006، قد تعلن حماس انتصارها لمجرد قيامها بمقاومة أقوى جيش فى منطقة الشرق الأوسط، وفى حال رفع الحصار، سيدعم ذلك أكثر من وضعها.

ومن ثم رفضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى بصورة منطقية دعوة الوفد الأوروبى لوقف إطلاق النار فورا، مؤكدة أن إسرائيل تحارب الإرهاب، وتهدف إلى تغيير الوضع السائد قبل العملية العسكرية، حيث كانت حماس تطلق صواريخها على إسرائيل وقتما شاءت، فى الوقت الذى كانت تلتزم فيه إسرائيل بضبط النفس.

من الناحية العسكرية، تنوى إسرائيل الاستمرار فى عملياتها العسكرية، وفقا لتصريحات وزير الدفاع إيهود باراك الذى أكد أن "إسرائيل لم تحقق بعد كل أهدافها"، والتى تتمثل فى تكبيد حماس أكبر نسبة من الخسائر العسكرية، أو كما يضيف بفجاجة، فى قتل وأسر أكبر عدد ممكن من محاربيها، والقضاء على وسائلها الصاروخية وترسانة أسلحتها والحيلولة دون إعادة بنائها، وذلك من خلال السيطرة على شريط الحدود مع مصر، التى حفرت حماس تحتها ممرات غير شرعية لتهريب البضائع.

أما على الصعيد السياسى، فالأمور باتت أقل وضوحا. فإسرائيل ترفض احتلال غزة بصورة دائمة مرة أخرى وإدارة المليون ونصف غزويا الذين يعيشون فيها. فى حين لا تعرب مصر، التى تولت إدارتها من 1948 إلى 1967، عن أية نية فى إعادة تولى مسئولية هذه الأراضى التى تخضع لسيطرة حماس الموالية للإخوان المسلمين، أهم أحزاب المعارضة ضد النظام الحاكم فى مصر. أما عن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، والتى طردت من غزة فى صيف 2007، فهى غير أهل للثقة فى نظر الغزويين التى لا تزال تلاحقهم ذكرى فسادها وتواطؤها الحالى مع إسرائيل.

فمن إذن يرغب فى غزة غير حماس؟ فهى الوحيدة التى تمتلك الرغبة والقدرة على إدارتها.

إن إنهاء الأعمال العدوانية لن يتم إلا من خلال التوصل لاتفاق حول استمرار الوضع الحالى، الذى يضمن من ناحية متطلبات الأمن الإسرائيلية، ومن ناحية أخرى منفذا للخروج ترتضيه حماس. فقد أصبح أمام حركة المقاومة الإسلامية فرص كبيرة للفوز بشبه اعتراف دبلوماسى بها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة