الآمال كانت معلقة على طريق المحور لانتشال القاهرة الكبرى من انفجار قنبلة مرورية لا يعلم إلا الله مخاطرها، إلا أن الحلم تبخر عندما أصبح المحور معاناة مثله مثل شوارع وسط البلد، وميدان رمسيس فى وقت الذروة، ولم يشفع لجزء من المحور وتحديداً المسافة التى تبدأ من ميدان لبنان إلى طريق مصر إسكندرية الصحراوى سير الدكتور أحمد نظيف يومياً مرتين على الأقل، حيث يقيم بمحافظة 6 أكتوبر، كما لا يشفع لهذا الطريق أنه ضمن قائمة الطرق الحرة، إلا أن الخبراء يرون أن هذا الطريق ينضم إلى قائمة الطرق الحرة اسماً لا فعلاً، وأن معاناة المقيمين بمحافظة 6 أكتوبر وضواحيها ليس لها حدود.
والسؤال لماذا تحول محور 26 يوليو إلى معاناة مرورية؟ الدكتور أسامة عقيل خبير الطرق والنقل يجيب على السؤال قائلاً: محور 26 يوليو، وفقاً لتصميماته التى تم إعدادها فى عام 1990 كان من المفترض أن يستمر بعرض أربع حارات حتى كوبرى 15 مايو علوياً إلا أن التعجيل بافتتاحه أدى إلى تبديل تلك التصميمات، والاكتفاء بتنفيذ حارتين فقط على المستوى الأرضى.
«عقيل» أضاف: هناك عدة أخطاء نتجت عن عدم الالتزام بالتصميمات الأصلية للمحور تسببت فى العديد من الاختناقات المرورية التى أدت إلى ارتفاع طول الوقت الذى يستغرقه دخول القاهرة أمام القادمين من 6 أكتوبر، أو من الإسكندرية الصحراوى فى ساعة الذروة التى قد تصل أحياناً إلى حوالى ساعات زادت عقب تولى الدكتور نظيف رئاسة الوزراء، لأنه يقيم فى 6 أكتوبر، ولم تتوقف سلسلة الأخطاء عند هذا الحد بل أضيف إليها أيضاً إنشاء نفق «وادى النيل» بدون داع، بخلاف أن استمرار المحور على المستوى الأرضى أدى إلى شق حى ميت عقبة إلى نصفين.
الكبارى والأنفاق على الرغم من الغرض الإنشائى لها فى حل المشاكل المروية إلا أنها نقلت المشكلة إلى أماكن أخرى بسبب القرارات الخاطئة وغير المدروسة، فالدولة عندما دعت المواطنين، إلى الإقامة فى المدن الجديدة، لم تفكر فى توفير الخدمات الكافية فى هذه المدن بحيث تصبح هذه المدن مستقلة بذاتها بدلاً من أن تكون توابع للقاهرة.
وعلى الرغم من الدراسات المرورية التى تحذر من توقف حركة المرور بالقاهرة بحلول عام 2015 إلى حوالى 12 كيلو مترا فى الساعة، مازالت الدولة تتعامل ببطء لتفادى الأزمة المقبلة على الرغم من أن هناك 5 ملايين رحلة بالسيارات تدخل إلى القاهرة يومياً.
من المعروف هندسياً أن تنفيذ الطرق والكبارى يسبقه إعداد دراسات تخطيطية حسب ما يرى الدكتور رضا حجاج خبير التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة والذى أكد أن هناك أربع مراحل أساسية يمر بها مشروع كوبرى أو طريق، بداية من مرحلتى التخطيط والتصميم، اللتين من المفترض أن يقوم بهما متخصصون فى البنية الأساسية يتمتعون برؤية مستقبلية لحجم النمو السكانى المتوقع حول المناطق التى يخدمها الكوبرى أو المحور المرورى، وهو الأمر الذى لم يتبع فى تنفيذ الطريق الدائرى أو المحور والكبارى.
نموذج آخر يطرحه حجاج يرى من خلاله أنه نموذج صارخ للعبث التخطيطى - على حد قوله فى منطقة الجيزة - بالنسبة لنفق شارع مراد الذى تسبب فى أزمات لمعظم سكان الشارع لابتعاد فتحات الدوران به، وهناك بعض التوجيهات التى صدرت لإعادة توزيعها مرة أخرى.
وللخروج من هذا المأزق يشير الدكتور مصطفى صبرى استشارى وزارة الإسكان للطرق، وأستاذ الطرق بجامعة عين شمس، إلى أن هناك العديد من الدراسات قام بها مكتب «الجايكا» (هيئة التعاون اليابانية) تقوم وزارة الإسكان والنقل حالياً بتنفيذها منها محورا صفط اللبن وناهيا وتطوير ميدان الرماية بالهرم الذى يعد ملتقى للقادمين من الإسكندرية والفيوم والمنصورية والصعيد، وهى محاور ستخفف الضغط إلى حد كبير عن محور 26 يوليو، بالإضافة إلى أن هناك دراسة مرورية تم تقديمها لمحافظ الجيزة تتعلق بشارع فيصل لما يمثله من أهمية فى نقل الحركة، ولم ينكر الدكتور صبرى أن هذه المحاور كان المفترض أن يتم إنشاؤها منذ سنوات مضت بالتوازى مع التوسع فى المشروعات العمرانية فى المدن الجديدة مثل أكتوبر وزايد وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة