◄الوليد يعاقب الهاربين من جنة روتانا.. وعمرو دياب وإليسا الأكثر تدليلا رغم أنف باقى النجوم
بعد احتكار روتانا وسيطرتها على سوق الغناء، تقلصت شركات الإنتاج المصرية العاملة فى سوق الكاسيت، والتى تضم عددا قليلاً من المطربين، وتحاول الصمود بهم أمام رؤوس الأموال الضخمة التى تتسلح بها روتانا، كما زادت عقود احتكار شركات الإنتاج للمطربين لمدد تصل إلى 6 و7 سنوات، والتى يرضخ لها المطربون فى البداية للانتشار، ولكن بمجرد تحقيق الشهرة، يبدأ الانقلاب، إما أن ينقلب المطرب على منتجه مطالباً بزيادة أجره، أو أن يبدأ المنتج فى زيادة شروطه ونسبة أرباحه من الحفلات والتوزيع، مبرراً ذلك بأن الألبومات لا تحقق أرباحاً بسبب القرصنة وتسريب الألبومات على الإنترنت.
وغالباً ما تنتهى الصراعات داخل ساحات القضاء بعيداً عن اهتمام الطرفين بضرورة البحث عن أساس المشكلة ومحاولة إيجاد حل لها، وبالتالى نجد أن هناك نجوما أصحاب مواهب حقيقية يعانون من قمع الاحتكار، وآخرين يتم تبادلهم بين شركات الإنتاج، وكثيرين من النجوم الشباب لا يعلمون مصيرهم فى هذه السوق المتغيرة الذى لا يعرف أحد ما القوانين التى تحكمها.. رؤوس الأموال أم النفوذ أم الدلال؟
خصوصا فى ظل تزايد الأزمات والخلافات بين المطربين وشركات الإنتاج فى الفترة الأخيرة فى ظل نظام الاحتكار الذى تتبعه هذه الشركات، فبعد أن كانت العلاقة بين المطرب ومنتجه علاقة ود وقصص نجاح مشترك، أصبحت قضايا وملاحقات فى أقسام الشرطة وساحات المحاكم، هذه الأزمات توضح أن شركات الإنتاج تتحكم فى كل شىء، ترفع من تشاء إلى سابع سما، وتخسف من تريد إلى سابع أرض.
آخر الخلافات بين المنتجين والمطربين كان خلاف تامر حسنى مع منتجه نصر محروس، ومحاولة تامر فسخ تعاقده مع مكتشفه ومنتجه الأول، وترددت الأخبار بأن تامر لديه 4 عروض من شركات إنتاج مختلفة.
كما أن سميرة سعيد أنهت تعاقدها مع محسن جابر صاحب شركة عالم الفن، وتوقع قريبا مع شركة إنتاج جديدة ترفض ذكر أى تفاصيل عنها فى الفترة الحالية، أما رامى صبرى فيعانى عدم اهتمام منتجه طارق العريان بموهبته ولا بمتابعة ألبومه الأخير «غمضت عينى» الذى طرح فى الأسواق بعد عدة تأجيلات تسبب فيها العريان، إضافة إلى عدم اهتمامه بمتابعة توزيع الألبوم مع شركة «ميلودى» التى تتولى ذلك، رغم تقاضيه كل حقوقه المادية من الطرفين.
وفى القائمة يأتى أيضاً حسام حبيب، حيث يعانى نفس الأزمة تحديداً مع «ميلودى» التى لا تكترث بتوزيع ألبومه داخل وخارج مصر، إضافة إلى إصرارها على عدم ظهوره فى أى برامج أو إجراء أى مقابلات صحفية إلا بعد الحصول على إذن مسبق منها.
ملف مشكلات شركات الإنتاج ملىء بالصراعات بين المنتجين والمطربين، منها مشكلات نصر محروس صاحب شركة «فرى ميوزيك» مع مطربيه، فى مقدمتهم شيرين عبد الوهاب قبل أن تنتقل إلى روتانا، وأيضاً بهاء سلطان الذى تصاعدت الخلافات بينه وبين نصر محروس، وكان لشركة «عالم الفن» باع طويل فى خلافاتها مع نجومها بداية من مصطفى قمر الذى رفض احتكار محسن جابر أغنياته على قناة «مزيكا»، ثم نوال الزغبى التى تركت الشركة لأنها كانت ترى نفسها الأحق بجائزة الـ«ميوزيك أوورد» التى قامت الشركة بترشيح لطيفة لها بدلاً منها.
أما شركة «ميراج» فكان للمطرب لؤى معها رحلة معاناة طويلة مع المنتج سامح عادل، الذى اتبع معه مبدأ «التجميد» لنشاطه الغنائى، ولم ينتج له إلا ألبومين فقط طوال 6 سنوات احتكار، مما اضطره للانفصال بعد وصول ملف الصراع إلى ساحة المحاكم.
زاد من أزمة سوق الكاسيت ما فعله الوليد بن طلال خلال 20 عاما من خلال شركته «روتانا» حيث أغرى المطربين بأمواله، مما جعله يفرض سيطرته على السوق، وضم أكبر عدد من المطربين المصريين والعرب، وينتج حالياً لأكثر من 390 مطرباً، إضافة إلى محاولة اكتشافه العديد من الأصوات الجديدة باستمرار، عن طريق مسابقات لاكتشاف مواهب شابة.
يشترط الوليد على مطربيه توقيع عقود احتكار بأموال ضخمة تتضمن الألبومات والحفلات والكليبات التى تعرض حصرياً على فضائيات روتانا، كما يفرض نجومه على المهرجانات الغنائية التى يحتكرها.
سياسة الوليد وأمواله أدت إلى إغلاق أكثر من شركة إنتاج كاسيت فى مصر، لم تستطع المنافسة للارتفاع الجنونى لأسعار المطربين، ولم تستطع البقاء سوى شركات قليلة تحاول الاستمرار فى ظل منافسة قوية، ولكنها تبقى بإمكانيات محدودة ومطربين معدودين مثل شركة «عالم الفن» لصاحبها محسن جابر، وشركة «ميلودى» لصاحبها جمال مروان، وشركة «فرى ميوزيك» للمنتج نصر محروس، وشركة «O ميوزيك» لرجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس، وشركة «هاى كواليتى» للمنتج طارق عبدالله، حيث أصبحت معظم هذه الشركات تنتج ألبومات على فترات متباعدة لمطربيها، معتمدة أكثر على التوزيع، حيث أخذ الوليد منهم معظم مطربيهم أو بمعنى أدق نجومهم، حسبما يؤكد المنتج محمد عبدالحليم.
ولكن رغم كل الأموال التى يدفعها الوليد لمطربى شركته فإن بعض المطربين خاصة المصريين واجهوا مشكلات مع شركة روتانا دفعتهم للرحيل عنها، وهو ما يؤكده هانى شاكر الذى يرى أنه رغم مميزات روتانا فإنها تعامل بعض المطربين المصريين بدون اهتمام، والمفارقة أن من يعترض منهم على ذلك يتعرض للإبعاد عن المهرجانات، وذلك ما حدث مع إيهاب توفيق، ومحمد فؤاد، وخالد عجاج، وعامر منيب، ووائل كافورى.
والمفارقة أن روتانا تقسم المطربين المنضمين إليها إلى فئات، منها النجوم الأكثر تدليلاً، والفئة الثانية هى للنجوم أصحاب الأسماء الذين يجب أن يكونوا ضمن قائمة روتانا، أما الفئة الثالثة فيعد أصحابها مجرد أعداد لاستكمال الرقم القياسى، بمعنى أن روتانا يجب أن تضم أكبر قدر من المطربين فى الوطن العربى، وتلك الفئة كانت تضم خالد عجاج وعامر منيب ووليد توفيق وإيهاب توفيق وهانى شاكر، فى حين أن قائمة المدللين الذين يملون شروطهم الخاصة على روتانا تضم الهضبة عمرو دياب، حيث استطاع أن يضع بنودا خاصة فى عقده مع شركة روتانا، وهو ما لم يستطع أى مطرب من قبل فعله، منها بند ينص على عدم طرح الشركة أى ألبومات قبله أو بعده بأسبوعين كحد أدنى، حتى لا يقال إن ألبوم عمرو «زيه زى» باقى الألبومات، إضافة إلى بند ينص على تكثيف الدعاية الخاصة بألبومه بميزانية لا تقل عن مليون جنيه، مع عرض الفيديو كليب الذى يصوره من الألبوم بالتليفزيون المصرى أكثر من 20 مرة فور طرح الألبوم فى الأسواق.
كما طلب أيضاً تسجيل ألبومه الجديد فى لندن بعد أن تعرضت ألبوماته السابقة للسرقة والاستيلاء عليها لطرحها فى سوق الكاسيت قبل طرح الألبوم كاملا، وأن تكون هناك شركة تأمين خاصة، مهمتها تأمين الأغنيات عندما يتم تسجيلها، لضمان عدم تكرار ما حدث من قبل، كما طالب بحصوله على سيارة B.M.W مثلما حدث مع باقى مطربى الشركة، رغم أنه لم يكن متعاقداً مع الشركة عندما تم توزيع السيارات على المطربين.
طلبات النجم المدلل أثارت ضيق زملائه فى الشركة ودفعت كلا منهم للتفكير فى زيادة طلباته، خاصة أن الأجور التى يتقاضونها تعد هزيلة للغاية مقارنة بما يحصل عليه عمرو.
تنافس دياب فى التدليل المطربة اللبنانية إليسا التى تتحكم فى اختيار كل ما يتعلق بألبومها، بدءاً من الكلمات والألحان والبوسترات وطاقم العمل، رغم أن باقى المطربين فى روتانا لا يتاح لهم هذا، ووصل الأمر إلى أن روتانا رضخت لأوامر إليسا وأعادت تصوير كليبها «لو تعرفوه» مع المخرج الفرنسى yannick Saillet، بعد اعتراضها على الكليب الذى أخرجه لها اللبنانى سليم ترك قائلة: «لم يعجبنى مستوى الكليب لأن المخرج استخدم تقنية تصوير جديدة لم تعجبنى»، وتنافسهما نجوى كرم نجمة حفلات الوليد الخاصة.
لمعلوماتك...
◄ 8 شركات إنتاج كاسيت مصرية تعمل فى السوق المصرية
◄ 18 مليون جنيه قيمة التعاقد الأخير لعمرو دياب مع روتانا