غموض وارتباك ومخاوف من توسيع جبهة الحرب الإسرائيلية على غزة، عقب سقوط
صواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل، ورغم نفى حزب الله قيامه بإطلاق صواريخه المعروفة منذ حرب الصيف فى لبنان 2006، إلا أن الخبراء ربطوا بين العملية وبين خطاب حسن نصر الله أمس، الأربعاء، فى الجنوب، وتهديداته بعبارة غامضة " كل الخيارات مفتوحة ".
قال الخبير الاستراتيجى اللواء ممدوح عطية، عضو المجالس القومية المتخصصة، " لو صح أن إطلاق الصواريخ تم من جانب حزب الله، فهذه علامة غير طيبة"، لأنها ستؤدى إلى حرق المنطقة، وإحداث تغيير جذرى فى العمليات الميدانية فى قطاع غزة، فمن المعروف استراتيجيا أن اسرائيل لا تستطيع فتح جبهتين فى وقت واحد، ولذلك إذا استمر إطلاق صواريخ المقاومة من جبهات غامضة، خاصة على شمال إسرائيل وجنوبها، فهذا سيجعل إسرائيل تعيد حساباتها، خصوصا أن الأثر المعنوى سيكون أقوى من أى آثار مادية على المبانى وإصابات بعض السكان، موضحا أن السيناريو القادم سيكون كالتالى :
أولا: حالة الهلع بين سكان شمال وجنوب إسرائيل، الذين يعيشون فى خنادق ومخابىء بشكل مستمر، وقد يضطرون للهجرة العكسية من إسرائيل.
ثانيا: تأثر الاقتصاد الإسرائيلى، وانخفاضه بمعدلات كبيرة .
ثالثا: تأثر مصداقية إسرائيل بعد 60 سنة على قيامها، وعدم توفير الأمن والأمان التى وعدت بهما الإسرائيليين. رابعا: تأثير سياسى بالإخفاق الدائم فى الحروب، خاصة بعد الفشل فى حرب لبنان 2006 .
ومن جانبه، أكد الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم أن التطورات الأخيرة فى غزة تنذر بفوضى عميقة فى المنطقة لا أحد يعرف نتائجها، وهناك شعور متزايد من قبل الشعوب العربية والإسلامية بالإحباط واليأس من مشاهد المجازر على الفضائيات، وهذا جعل الصواريخ الأخيرة مجهولة المصدر، ولا أحد يعرف من أين تأتى الضربات؟
وأضاف مسلم أن المحاولات الأمريكية لعمل غطاء قانونى دولى لحماية إسرائيل والصمت العربى، قد تربك المنطقة وتهدد بخروج جماعات وحركات مقاومة من جهات غير معروفة، تعبر عن نفسها بالقذائف والصواريخ قريبا من العمق الإسرائيلى، وسيكون الخاسر فى النهاية الأنظمة العربية قبل إسرائيل.
أما المحلل السياسى د. جمال عبد الجواد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فقد أكد أن أى تحرك غير مسئول من حزب الله، سوف يربك الأوضاع فى الداخل اللبنانى، ويعد اختراقا للقرار 1701، وقد يهدد بعودة الحرب الأهلية مرة أخرى. وأضاف عبد الجواد أن حرب الصيف 2006 أشعلت الوضع الداخلى وعمقت الفرقة، والدخول فى حرب جديدة سيكون فى غير صالح الاستقرار فى لبنان والمنطقة عموما.
