"لا مفاوضات ولا تهدئة مع إسرائيل بدون مصر"، هكذا رد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر على منتقدى الدور المصرى، والباحثين عن أدوار بديلة فى المنطقة.. زيارة وفد حماس الأخيرة للقاهرة وكذلك التأييد الذى حظيت به مبادرة الرئيس مبارك لوقف العدوان على غزة، ربما يؤكدان مقولة كارتر، وكانتا بمثابة رد اعتبار لمصر بعد حملة المزايدات التى اندلعت على مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة.
مراقبون أكدوا أن حماس هى التى طلبت لقاء المسئولين المصريين، لأنها فى ورطة، فالمجتمع الدولى يعرف أنها هى التى بادرت بإلغاء الهدنة. وسمحت بحرب غير متكافئة لتدمير غزة على المدنيين. اللواء قدرى سعيد المستشار العسكرى لمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أكد من جهته، أن أجندة مشاورات حماس مع الجهات المصرية سواء فى الخارجية أو المخابرات تتضمن ثلاث قضايا رئيسية لما بعد وقف إطلاق النار وهى: أولا فتح الثلاثة معابر الإسرائيلية، بالإضافة إلى معبر رفح أمام الفلسطينيين من سكان قطاع غزة . ثانيا الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وثالثاً وأخيراً ألا تقوم إسرائيل بعمل هجمات على قطاع غزة من حين لآخر.
وأضاف سعيد: رغم أن حركة حماس وشركائها من فصائل المقاومة، متماسكة فى المعارك، وتقوم بعمليات مضادة إلا أنها تعانى ضغوطا رهيبة على مسرح العمليات، خاصة مع العدد الهائل من الشهداء والجرحى المدنيين. وهى ورقة ضغط كبيرة تلعب بها إسرائيل، ولا تعبأ بالمجتمع الدولى.
وحذر سعيد من خطورة اقتسام القطاع، واختراقه من قبل القوات الإسرائيلية التى فصلت الشمال عن الوسط، وقطعت الطرق على عربات الإسعاف.. وذلك على خلاف ما يشاع من كون أن مصر هى التى طلبت من حماس الحضور إلى القاهرة، فالواضح أو غير المعلن أن حماس هى التى طلبت التنسيق مع مصر، لأنه لا مفاوضات ولا تهدئة بدون القاهرة، تاريخيا واستراتيجيا، وكل محاولة لعزلها عن الملف الفلسطينى، حتما ستفشل.
الخبير الإستراتيجى اللواء يسرى قنديل، يؤكد أن هناك اتفاقا بين جهات النظر بين مصر وحماس حول رفض وضع قوات دولية على الحدود بين مصر والقطاع، لأنها تعيد قضية استقلالية غزة إلى المربع صفر بعد 27 عاما من النضال والمفاوضات مع الإسرائيلين، فى مدريد وكامب ديفيد الثانية ووادى عربة وأنابوليس، والاتفاقات الدولية بالعودة لحدود 67، فنشر القوات يعنى التسليم بالاحتلال وإعطائه الشرعية الدولية.وأضاف قنديل: حماس قبل الحرب، تختلف عن وضعها الآن فهى فى موقف قوى، يتمثل فى مواصلة اختراق القوات الإسرائيلية وتكبيدها خسائر بشرية، وإطالة أمد الحرب، لليوم الثانى عشر على التوالى دون توقف، رغم عدم وجود تكافؤ فى ميزان القوى، إلا أن الجنون الإسرائيلى واستهداف الأطفال وعربات الإسعاف، يدل على الارتباك، والنجاح النسبى للمقاومة.
كان مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان، قد زار إسرائيل الأسبوع الماضى، حيث بحث هذه المسألة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت الذى ربط التهدئة بإحراز تقدم على صعيد الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الذى أسرته مجموعات فلسطينية مسلحة عام 2006. وتطالب إسرائيل أيضا بأن توقف الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على أراضيها، إضافة إلى وقف تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة، عبر الأنفاق التى تقدرها إسرائيل بـ1200 نفق، بينما تؤكد حماس أنها 950 فقط.
خبراء: رغم حملة "المزايدات" .. لا تهدئة دون القاهرة
الخميس، 08 يناير 2009 10:45 ص
مبادرة مبارك لوقف العدوان على غزة لاقت تأييداً دولياً كبيراً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة