إعلان بالأهرام بحثا عن مدير محترف+ محاسب جيد+ ميكانيكى وكهربائى+ سائق.. وتكرر الإعلان عدة مرات صباح كل جمعة.
ماذا سيحدث؟
طابور من «خريجى التجارة».. 95 % منهم «يادوب» ينفعوا «كَتَبَة»..، صحيح أن معظمهم يعرف وربما يجيد التعامل مع الحاسب الآلى، ولكنهم غير مؤهلين بالمرة لوظيفة «محاسب»، ولكن فى النهاية ستعثر على من «يسد هذه الخانة»، بتوجيه ومتابعة المدير المالى، أو رئيس الحسابات.
«ميكانيكى وكهربائى».. ستأتى «قِلَّة» قليلة جدا، وكلهم بلا استثناء مجموعة من «الهواة» وليسوا محترفين، وجميعهم فى انتظار عقد عمل أو تأشيرة للسعودية أو إحدى دول الخليج، وسوف تضطر إلى تعيينهم جميعا لأنك تعلم أنهم «ترانزيت»، وكل شهر سيختفى أحدهم.. لتتعاقد فى النهاية مع شركة خاصة بعقد سنوى وتخلص من المشكلة، والتكلفة على المستهلك!!
«سائق جيد».. «بختك يا أبوبخيت».. إنت وحظك.. سوف تَجرِّب 20 سائقا.. وكل سائق مشكلة.. المجنون.. العبيط.. اللى بيستهبل.. اللى مِدَّروش.. المتهور..، وبعد سنتين، ثلاثة، خمسة من التجارب والتغيير، سوف تقبل بأقلهم خطورة على حياتك، وعلى أسرارك!
أما العثور على «مدير محترف ومحترم وأمين»، فكمن يبحث عن «إبرة» فى كوم قش..، وسوف ترى «حلمة ودنك» قبل أن تعثر عليه.
أولاً: لأن مدرسة القطاع العام خلال نصف قرن لم يتخرج منها سوى قطيع «خيول» لا يصلح لأكثر من جرجرة عربات الكارو، والحنطور، لعدم الاستثمار فيهم طوال مدة خدمتهم، وللنظام الإدارى الحكومى المتخلِّف.
ثانيًا: المديرون المحترفون والمحترمون «الأمناء»، وبما أنهم «عملة نادرة»، فهم مختطفون، وأسرَى لدى الشركات التى يعملون بها.. ولن يتركوا مكانهم إلاَّ للضرورة القصوى.. فأصحاب الأعمال يغدقون عليهم، ولا يبخلون معهم، ولن يفرطوا فيهم أبدا.. فهؤلاء يستاهلوا ثقلهم ذهبا».
ثالثًا: ويبقى أمامك البحث عن «خامة طيبة» واعدة ترى فيها أملا، وعليك بالاستثمار فى أمثال هؤلاء الواعدين، بالتوجيه، وإرسالهم لدورات بالداخل أو حتى بالخارج، وإذا كانت «أمك داعيالك»، فمنهم من سيستمر معك، ويحمل لك الجميل، ويحاول رده قدر استطاعته.. ولكن للأسف أن الأغلبية الساحقة ومع أول فرصة بالداخل أو الخارج سوف ينسى ويبيعك ويختفى، لتعيد أنت «الكرَّة» من جديد.
وربما تضطر إلى أن «تدير بنفسك»، لتغرق فى التفاصيل، وتكره اليوم الذى فكرت فيه بالتوسع فى مشروعاتك!!
الخلاصة:
إن سوق العمل فى مصر عطشان بل «شرقان» للمدير المحترف المحترم والأمين، مهما كان الراتب والامتيازات، واسألوا كل أصحاب الأعمال والمستثمرين الراغبين فى التوسعات.. وبعضهم الآن يفكر فى استيراد «مديرين» من كوريا، والفلبين!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة