إبراهيم ربيع

الحالة النفسية للرياضة

الخميس، 08 يناير 2009 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما ينادى مسئولون وخبراء وإعلاميون بتوفير أطباء نفسيين للفرق الرياضية بدعوى أن بعض الإخفاقات الكبيرة أسبابها نفسية.. وهؤلاء أصحاب النداء هم فى الحقيقة الذين يحتاجون لأطباء لأنهم لا يستقرون على رأى ولا يلتزمون بقرار ولا يثبتون على مبدأ، ويعشقون التدخل فيما لا يعنيهم فى رغبة محمومة للشهرة والظهور فى الصحف ووسائل الإعلام.. وهم دائماً مع اتجاه الأمواج.. فأينما تذهب تحملهم معها وترميهم على الشاطئ..

أقسم بالله أن معظم من ينادى الآن بالعودة إلى وزارة الشباب والرياضة كانوا فى زمن قريب ينادون بفصل الشباب عن الرياضة حتى يتفرغ المسئول عن الرياضة لمشاكلها المعقدة أحياناً وتتوفر له الميزانية المنفصلة الكافية التى غالباً ما كان يبلعها الشباب لأسباب سياسية.. الآن ركبوا الموجة لمجرد أنهم يريدون أى تغيير أو لأن الوضع القائم حالياً ليس فى صالحهم أو لأنهم على عداوة شخصية مع حسن صقر أو صفى الدين خربوش.

وكثير من الذين عارضوا اللائحة الجديدة استغاثوا فى الماضى من قصور اللائحة القديمة.. هؤلاء الذين يعانون من انفصام الشخصية وبجاحة تغيير الاتجاهات فى لحظة دون حرج أو خجل هم الذين يحتاجون بشدة إلى أطباء علم نفس.. بينما الذين يتعرضون لاتهاماتهم بعدم التوازن النفسى تراهم يحافظون على اتزان طبيعتهم الرياضية بدليل أن الأندية مثلاً تحتفظ بطبيعتها وشخصيتها التاريخية على مدار تاريخها فى الإدارة واللعب.. فالدراويش مهما تتغير الوجوه برازيليون فى الإدارة، والبورسعيدية حماسيون وأحياناً مندفعون، والزملكاوية عتاولة لا يهتزون لمصائبهم، والأهلوية مثل طلقات الرصاص حاسمون وجوعى للبطولات، وفلاحو الأقاليم يتواضعون فى طموحاتهم ويرضون بالقليل..

والحالة النفسية للرياضة جزء من الحالة النفسية العامة.. بدليل أن بعض فلاسفة التحليل وما يسمونهم بالمفكرين استخفوا بـ «جزمة» الصحفى العراقى الزيدى لأنها لن تغير من الوضع شيئاً، ولأن التغيير يحتاج لآليات عمل وليست أحذية طائشة أو مظاهرات تصرخ ولا يسمعها أحد أو ميكروفونات لا تمل النعيق.. يقولون ذلك وهم يعرفون أن ضعف العرب لا يوفر لهم آليات، فيكون المطلوب إذن أن يجلس كل عربى فى بيته ينتظر الطير الأبابيل.. ولأن فكرهم خلع عباءة الدين فهم إما يجهلون أو لا يعترفون بأشهر حديث نبوى شريف وهو «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه».. ونحن الآن أيها المرضى فى مرحلة اللسان والقلب.. وجزمة الزيدى أعلى سقف فى التعبير عنها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة