جمال الشناوى

سياسة " الكلمة ..كلمة"

الأربعاء، 07 يناير 2009 11:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلنا أمراء كلام، التجربة أثبتت أكثر من مرة أن العرب الذين برعوا فى الحكى والسمر عبر التاريخ عادوا لسيرتهم الأولى هذه الأيام العصيبة، لا تجد أسهل من الكلام والتحليل والتخوين.

منذ اليوم الأول لأحداث غزة اعتقد الجميع أن الكلام يكفى، وعبارات الإدانة تشفع ودارت آلة الكلام فى العواصم والشوارع العربية، إشادات وإدانات وتهديدات، كل شخص يرى نفسه عالما ببواطن الأمور، ومطبقا على ناصية المعلومات ..فى حين تستمر آلة القتل الإسرائيلية فى سحق أهلنا فى غزة .

كل الكبار فى أمتنا العربية أدلوا بدلوهم وأطلقوا الخطب العصماء ..كل السياسيين على أرض العرب تفرغوا للكلام، ونسوا واجباتهم ودورهم ، ومن هؤلاء وزير خارجيتنا أبو الغيط، الذى تسبب فى توجيه الإهانات لمصر بتصريحاته المجمدة، التى لا تحمل روحا، فالرجل معذور فهو لم يمارس السياسة فى حياته، عاش حياته حبيس صالونات الدبلوماسية، الرجل ومنذ وصوله لمنصب وزير الخارجية اهال التراب على المنصب مثل سلفه تماما، ابو الغيط أضاف الجمود إلى الدبلوماسية المصرية، غابت المبادرات عن الملفات الساخنة، واضطر الرئيس ومعاونوه فى كثير من المرات إلى التدخل لإنقاذ ماء وجه الدبلوماسية المصرية، الرجل القابع على كورنيش النيل ، يبدو العجز على حركته، وبات ينتظر قرار إقالته الذى سيلقى ترحيبا واسعا ..

وعلى وتيرة أبو الغيط هناك شخصيات عربية كثيرة ، تؤمن أن الكلمات تكفى لدعم أبناء الشعب الفلسطينى ، لإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال الإسرائيلى. منهم الأخ المناضل خالد مشعل ومعه قادة حماس الذين يتشابهون تماما مع أبو الغيط فى الإضرار بمواقف شعوبهم ..رأيت مشعل يتحدث من دمشق وكم أتمنى أن يكون صادقا فى تعهده "المصير الأسود الذى ينتظر جنود الاحتلال وهم يتقدمون إلى أرض غزة"، قادة الكلام فى وطننا هم سبب كل الكوارث التى تحل بشعوبنا ..

سلاح الكلام لم يعد بيد من يبرع فى استخدامه، لكن الأقدار ألقت بالعجزة إلى مقدمة الصفوف ..والحل الوحيد هو أن نتوقف ولو أسبوعا عن استخدام اللسان ونحاول استخدام عقولنا ونتحرك صوب المستقبل برؤية جديدة..وأول خطوة على هذا الطريق أن تعود حماس للمقاومة، فالتجربة أثبتت أن قادة حماس فى طور المراهقة السياسية، بعد أن كانوا أكثر نضجا فى عالم النضال والمقاومة المسلحة وتحريك الانتفاضات الشعبية والعمليات الاستشهادية، لكن على الحركة أن تعيد النظر فى أمر هذه الصواريخ التى تضيف قوة لجيش الأعداء و تمنح المبرر لدولة الاحتلال لاستخدام القوة الغاشمة ضد شعب أعزل يخوض حرب تحرر وطنى ..ربما هى الوحيدة من نوعها فى هذا الزمان. المستقبل الذى أحلم به لابد أن يخلو من أبو الغيط ومشعل ونصر الله، فهم يقتلون الناس من أجل شهوة الكلام ومنظرة الزعماء القدامى..ومعهم طبعا طابور طويل من القادة العرب ..لنحمل سلاحا أو لنصمت.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة