ذكرت صحيفة لوموند نقلا عن مراسليها فى نيويورك، أن هناك نوعا من الانزعاج بدأت تظهر بوادره فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أسبوع من الاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة.
فقد ذهب عدد من الخبراء الأمريكان إلى أن الأهداف السياسية الإسرائيلية باتت فى الواقع "مبهمة"، مشيرين إلى التصريحات المتناقضة للقادة الإسرائيليين فيما يتعلق بذلك الأمر. ومما يزيد من هذا الشعور هو أن المشاهد التى تعرض على القنوات الأمريكية هى ذاتها التى تبث على تلفزيون حماس والتى يتم التقاطها من داخل غزة، حيث إن مراسليهم ممنوعون من الدخول إلى غزة. وبالتالى تأتى مشاهد التدمير المكثفة والضحايا المدنيين لتناقض اللقطات التى ينقلها الجيش الإسرائيلى، تلك اللقطات التى ترمى إلى الترويج لفكرة أن إسرائيل تستهدف الإرهابيين.
تنقل الصحيفة عن ستيفن كوك، الخبير فى معهد العلاقات الخارجية، اعتقاده أن الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة "يضر بالمصالح الأمريكية على نطاق أوسع فى المنطقة". فهى تضع حلفاءها (السلطة الفلسطينية ومصر والمملكة العربية السعودية) "فى حالة دفاع"، وتمنح الفرصة لإيران لتعزيز موقفها. يضيف كوك أن مسألة وقف المباحثات السورية الإسرائيلية "الواعدة" تجعل تحقيق الولايات المتحدة الأمريكية لأهدافها فى المنطقة أكثر صعوبة، مشيرا إلى أنه ليس هناك شيئا يمكن عمله على المدى القريب، غير أن ملف الشرق الأوسط لابد وأن يكون على قائمة الأولويات فى أجندة أوباما عندما يباشر عمله فى 20 يناير المقبل.
وفى انتظار حدوث ذلك، هل يمكن لباراك أوباما التزام الصمت، كما يفعل منذ بداية العملية الإسرائيلية؟ بدأ جزء ضئيل، ولكن متزايد من مؤيديه فى الاعتقاد أن موقفه فيما يتعلق بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى يمكن تلخيصه حتى الآن فى أنه يفسح المجال لسياسة جورج بوش.
فى حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، إلى "وقف فورى للهجوم البرى الإسرائيلى"، أعرب البيت الأبيض عن أمله فى عملية وقف إطلاق النار "فى أقرب وقت ممكن". وفى مجلس الأمن، تصدى ممثل الولايات المتحدة الأمريكية، اليخاندرو وولف، لمدة أربع ساعات من المناقشات المحتدمة، لفكرة إصدار أية تصريحات رسمية يمكن تفسيرها على أنها ملزمة لإسرائيل، معللا بأن أية دعوة لوقف الاجتياح الإسرائيلى لن يكون لها تأثير طالما أن احتمال عدم التزام حماس بذلك قائم. فى المقابل، رثى ممثل فلسطين فى الأمم المتحدة، رياض منصور، لتلك "اللحظة المحزنة والخطيرة" بالنسبة لمجلس الأمن.
ومع وصول الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى نيويورك بصحبة عدد من وزراء الخارجية العرب، للسعى إلى اعتماد مشروع قرار ليبى يدين إسرائيل ويطالب بوقف فورى لإطلاق النار، أشارت واشنطن إلى أنها ستقوم بمعارضة مثل هذا المشروع.
"لوموند" تتحدث عن بوادر انزعاج أمريكى من أحداث غزة
الثلاثاء، 06 يناير 2009 08:38 م
هل تنتقد واشنطن إسرائيل بعد تماديها فى العنف بغزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة