بيانات حماس "بيع للوهم"..وإسرائيل "تحطيم للروح المعنوية"

بيانات الحروب..مسكنات للشعوب

الثلاثاء، 06 يناير 2009 11:17 ص
بيانات الحروب..مسكنات للشعوب هل تكفى البيانات لتخفيف مأساة غزة؟!
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلقنا صواريخ..أصبنا أهدافاً..عدد من الجرحى وربما قتلى..سنستمر فى المقاومة.. جزء بسيط من عبارات مرسلة تتبادلها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس يوميا مثل تبادل إطلاق النار، من خلال بيانات تنتشر عبر وسائل الإعلام، تساعدك هذه البيانات لتتخيل وأنت بعيد عن أرض المعركة الطرف الفائز والطرف الخاسر، ولكن الغريب أن البيانات الإسرائيلية والحمساوية تؤكد أن كلا الطرفين منتصر ومستمر فى الصمود والمقاومة، لتغيب الحقيقة وسط كثرة البيانات المتبادلة.

يوميا يطل علينا المتحدث الرسمى باسم حماس ليؤكد من خلال رسالة إعلامية أن المقاومة مستمرة والأعداء يسقطون قتلى أمام صواريخهم ويتوعدون لهم بالمزيد من الخسائر، وفى المقابل تؤكد إسرائيل أنها المنتصر وستقضى على حركة حماس فى أيام، تتنوع أهداف البيانات ما بين أهداف إعلامية وأهداف سياسية.

فمن الناحية الإعلامية تعتبر هذه البيانات أحد أساليب الدعاية الشائعة وقت الحرب، وهى لا تحمل حقائق وإنما أنصاف حقائق، ويأتى هدفها الأساسى كما تقول دكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام إلى رفع الروح المعنوية للشعوب، فمجرد الإعلان عن عدد الضحايا فى صفوف العدو يزيد من الروح المعنوية ويقلل التأثير السلبى للخسائر، وتعتبر بمثابة "مسكن قوى" لآلام الحروب، وأحيانا ما تكون وسيلة إعلامية ضرورية لجذب الرأى العام العالمى.

قد تتحول البيانات الإعلامية أحيانا من وسيلة للنصر إلى وسيلة للإحباط، حيث ترى دكتورة ليلى عبد المجيد أن البيانات التى تصدر من جهة حماس غير واقعية، ففى ظل ثورة الاتصالات وانتشار وسائل الإعلام ونقل الحدث لحظة بلحظة، تكون هذه البيانات وسيلة "لبيع الوهم" فلن يصدق المتلقى ما تنقلة هذه البيانات الخادعة وفى المقابل يتم نقل صور المجازر والتفجيرات والمصابين مباشرة على شاشات التليفزيون، موضحة أن هذه البيانات أصبح ليس لها تأثير إيجابى على الرأى العام والصمت لحماس أفضل من إطلاق بيانات معروف أنها كاذبة.

النتائج الحقيقية للحرب لا تظهر سوى فى نهاية المعركة، ولهذا يؤكد دكتور سيد عليوة أستاذ العلوم السياسية أن الخبراء والمراقبين لا ينظرون إلى هذه البيانات بواقعية ولا يضعونها فى الحسبان لتقدير كم الخسائر، وانما ينتظرون حتى النهاية لحصر الخسائر والمكاسب الحقيقية على أرض الواقع بعيدا عن الدعاية.

وتنحصر الأهداف السياسية لمثل هذه البيانات فى الحرب النفسية بين الفريقين، حيث يهتز أحدهم أمام كثرة البيانات التى تعلن عن خسائرهم فى المعركة وربما تؤثر على مدى أدائهم وتولد لديهم بعض الخوف من الاستمرار، وهذا هو الهدف السياسى الوحيد لمثل هذه البيانات الدعائية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة