شهد العام الماضى 2008، تعاظم دور المال فى كرة القدم بصورة واضحة، وأفرز لنا هذا العام نماذج تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن رأس المال هو الوقود الحيوى للاحتراف فى كرة القدم، وأن الأفضلية فى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم لم تعد للأمهر ولا للأقوى، ولكن للأغنى والأكثر امتلاكًا للمال.
من الناحية الاقتصادية، يمكن اعتبار أن الحدث الأهم فى عام 2008 شراء مجموعة أبو ظبى للاستثمار والتطوير لنادى مانشستر سيتى الإنجليزى. ففى الأول من سبتمبر 2008، تحول النادى إلى ملكية عربية إماراتية خالصة، بعد أن وصل مالك النادى السابق رجل الأعمال التايلاندى تاكسين شيناواترا لاتفاق مع مجموعة أبو ظبى لبيع النادى مقابل الحصول على 200 مليون جنيه إسترلينى.
ومنذ اليوم الأول لشراء النادى أعلن سليمان الفهيم أحد ملاك المجموعة، أن لديهم خطط واضحة للنادى، هو أن يتحول لأكبر نادٍ فى إنجلترا. وأكد الفهيم، أن مجموعة أبو ظبى تستلهم نفس الخطة التى اتبعها رومان أبراموفيتش الملياردير الروسى مالك نادى تشيلسى حين أنفق أكثر من 150 مليون جنيه إسترلينى، أى حوالى 268 مليون دولار، فى عامه الأول بتشيلسى من أجل ضم العديد من النجوم لفريقه.
وبالفعل، نجحت إدارة النادى فى ضم البرازيلى روبينيو لصفوف مانشستر سيتى قادمًا من ريال مدريد الإسبانى، وهى تفاوض الآن العديد من النجوم لضمهم للـ"سيتسيزنز" فى فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
ومن الأحداث الرياضية الاقتصادية البارزة فى عام 2008، تراجع معدلات الحضور الجماهيرى فى ملاعب كرة القدم الإنجليزية، تأثرًا بالأزمة الاقتصادية العالمية. وأظهر تحقيق أجرته صحيفة ديلى تيليجراف البريطانية شهر نوفمبر الماضى، أن الحضور الجماهيرى فى مباريات الدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم، انخفضت بمعدل 920 متفرجًا فى كل مباراة هذا الموسم "2008/2009".
وذكرت الصحيفة، أن الخاسر الأكبر فى هذا التراجع هو نادى نيوكاسل يونايتد، الذى تراجع الحضور الجماهيرى بملعبه بمعدل 4631 متفرجًا فى كل مباراة. كما تضرر نادى سندرلاند بشدة وانخفض الحضور فى مبارياته بملعبه بمعدل 3010 متفرجين فى المباراة، وانخفضت أيضًا معدلات الحضور الجماهيرى للمباريات بملاعب فرق بلاكبيرن روفرز، وإيفرتون، وويجان أتليتيك بأكثر من ألف متفرج فى المباراة.
وتراجع متوسط الحضور الجماهيرى فى الدورى بصفة عامة بمعدل ألف متفرج فى الأسبوع عما كان عليه فى الموسم الماضى، ولم ينجُ أى نادٍ حتى مانشستر يونايتد حامل اللقب والفائز بدورى أبطال أوروبا.
وشهدت نهايات العام الحالى، صفقة اقتصادية من الطراز الأول، تمثلت فى انتقال اللاعب الإنجليزى ديفيد بيكهام من لوس أنجلوس جالاكسى الأمريكى إلى فريق إى سى ميلان الإيطالى على سبيل الإعارة لمدة أربعة أشهر. انتقال بيكهام للميلان أثار الكثير من التساؤلات، لأن اللاعب الإنجليزى الشهير لن يجد له مكانًا أساسيًا فى تشكيلة الفريق، كما أن خط وسط ميلان يعانى من أزمة تكتيكية على حد قول اللاعب البرازيلى "كاكا"، الذى أكد من قبل أن كثرة النجوم فى خط الوسط تتسبب فى تقييد طريقة لعب كل منهم، لذا وجدوا بيكهام من الناحية الفنية لن يكون مجديًا للنادى الإيطالى بشكل كبير.
هذا عن الناحية الفنية، أما عن المكاسب المادية التى من المنتظر أن يجنيها إى سى ميلان من تسويق اللاعب، فقميص ميلان الذى يحمل اسم بيكهام ورقمه الجديد مع الفريق، من المنتظر أن يحقق مبيعات خيالية، نظرًا للشعبية الجارفة التى يتمتع بها اللاعب فى العالم، وربما يتجه الفريق إلى إحدى دول جنوب شرق آسيا بعد الانتهاء من معسكر دبى الذى سيقام نهاية هذا الشهر خلال فترة الإجازة الشتوية، من أجل تسويق قميص بيكهام ومتعلقاته فى هذه المنطقة المكتظة بالسكان والعاشقة الولهانة للنجم الإنجليزى.
لذلك فمن الممكن اعتبار انتقال بيكهام، جاء لأسباب اقتصادية بحتة من قبل إدارة النادى، وهى صفقة لتنشيط خزائن الميلان بكثير من الأموال فى الفترة المقبلة.
الصفقة الأبرز عام 2008 بيع نادى مانشستر سيتى مقابل 200 مليون إسترلينى
كرة القدم العالمية 2008.. المال سيد الاحتراف!
الإثنين، 05 يناير 2009 12:22 ص
المال والاقتصاد.. سمة كرة القدم العالمية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة