سامى الأخرس يكتب: من ينقذ إسرائيل من غزة؟

الأحد، 04 يناير 2009 03:54 م
سامى الأخرس يكتب: من ينقذ إسرائيل من غزة؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال ليس منبعه الاستعباط أو التفاؤل، وأعلم جيداً أن الكثير سيقولون هذا الكاتب متفائل وطوباوى الخيال، ولكنهم سيدركون أن الحقيقة آتية.

وأن هذا نابع من أرض المعركة الفعلية وواقع فعلى مترجم على الأرض، لا يدركه سوى من يعيش الحقيقة ويراها على أرضها، وفى خضم أحداثها، وهذا ما أرده على من يقولون أنقذوا غزة، وأقول لهم من ينقذ إسرائيل من غزة؟

فغزة اليوم تُحرق نعم، ولكنها فى نفس الوقت تَحرق عدوها، وتجبره على التخبط والهذيان، لأن السبعة أيام الماضية لم تُحدث فى غزة سوى دمار وشهداء وجرحى، وفشل ذريع للآلة الصهيونية، فالشهادة لم تكن يوماً خسارة، بل هى إحدى الحسنيين التى يطلبها الصامدون كأوسمة شرف "النصر أو الشهادة" وهذا وسامنا الذى لا نرتضى سواه وساماً آخر "إما النصر أو الشهادة" وغزة كلها إصرار على نيل أحد هذين الوسامين "إما نصر" وهو آت، وإما "شهادة" وهى أجل تكريم يطلبه المرء.

أما العدو فإنه يتوجع من الإرهاق، ومن صمود هذه البقعة الجغرافية المكدسة بالبشر، ومن إرادتها التى لن ولم تنكسر قطعاً، لأنها عصية على الانكسار والانهزام، ولها فى سجلات الشرف عشرات الملاحم البطولية، فمن هنا فإسرائيل هى التى أصبحت تؤجل الإعلان عن هزيمتها يوماً تلو يوم، أملاً فى تدخل دولى يخرجها من هزيمتها، وهزيمة مشروعها الصهيونى، الذى بدأ يحتضر يوماً تلو يوم، وبدأت ملامح الموت الشاحبة تبدو على وجهة، وتبشر بزواله. وعليه فهى تكابر وتضع التبريرات لتأجيل هجمتها البرية تحت مبررات غير مقنعة، وفى الحقيقة هى فرار من الهزيمة الفعلية التى تنتظرها على الأرض.
ولننتظر قادم الأيام وما تحمله من بشائر بدأ مسكها يفوح من تحت ركام الموت، وتناثر الجثث، التى جعلتهم مهزومين.

فالسماء نعم لهم وقذائفهم تدوى فى كل بقعة من غزة، وهو سلاحهم الذى أدركوا أنه لم يحقق شيئاً سوى ذر الرماد فى العيون أمام شعبها وجندها، وتخشى من المواجهة البرية حتى راهن اللحظة.

إنها معركة غزة التى لا بد أن يدرك هذا العدو، أنها لن تكون ساحة فسحة لجنده، وساحة نصر يرفع به معنوياته، بل ستكون ساحة البداية لنهايته، وهزيمته وانكساره.

وهنا لابد لى من تسجيل التالى:
أولاً: الإخوة فى حماس، إن هذه المعركة درس للجميع بأن قوتنا فى وحدتنا، وأننا شعب واحد وأرض واحدة لا يمكن لنا أن نسلم بالانقسام والتشرذم.

ثانياً: إن هذه المعركة ضرورة لتعيدكم إلى مواقعكم المقاومة بعيداً عن سلطة واهية تسئ لكم ولنا ولمقاومتنا.

ثالثاً: ضرورة إعادة صياغة الأجندة الفلسطينية، صياغة إجمالية عنوانها التحرير والبناء وفق أجندة وطنية.

رابعاً: القوى والفصائل الفلسطينية عليها إعادة تقييم عملها وتعبئتها لعناصرها ورسم ملامح فلسطين الوطن والانتماء فى أعين عناصرها، فالحزبية المقيتة أدمتنا وأدمت قلوبنا.

ولقاؤنا بالنصر القادم حتماً





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة