أعلنت إسرائيل حربها البرية على قطاع غزة، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع، مما يعنى إعلانها الصريح عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت مجلس الأمن الدولى، تفاصيل ردود الفعل العالمية والعربية على العدوان الإسرائيلى، تعبر عن التخاذل الدولى والتواطؤ مع العدوان الإسرائيلى، كما يبدو الموقف العربى عموما أقل من الحدث.
البداية مع القطب الأوحد فى عالم اليوم، واشنطن أعربت عن أملها فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن فى قطاع غزة، ولكن بشرط عدم العودة إلى الوضع الذى كان سائدا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك فى بيان "نعمل من أجل وقف لإطلاق نار لا يتيح العودة إلى الوضع الذى كان قائماً أو أن تتمكن حماس من إطلاق الصواريخ، انطلاقا من غزة وإلزام سكان غزة بحياة بؤس".
ويكرر ماكورماك بذلك موقفا عبرت عنه الولايات المتحدة قبل الهجوم البرى الإسرائيلى على غزة.
وقال: بالتأكيد سيتم التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا بأسرع وقت ممكن، ولكن نحن بحاجة لوقف إطلاق نار يكون دائما وقابلا للحياة وليس محددا فى الوقت.
من ناحية أخرى اكتفت فرنسا بالشجب على غرار الدول العربية، وصرحت وزارة الخارجية الفرنسية، أن فرنسا تدين الهجوم البرى الإسرائيلى على غزة، وترى أن هذا التصعيد العسكرى الخطر يعرقل جهود المجتمع الدولى، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
نددت مصر بشدة بـ"العدوان" الإسرائيلى على قطاع غزة، وبدء الهجوم البرى داخل القطاع، على ما أعلن وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط.
وقال أبو الغيط فى بيان للخارجية المصرية: إن ذلك العدوان يأتى فى تحد صارخ للإرادة الدولية التى تطالب إسرائيل منذ أسبوع بوقف العمليات.
من جهتها، رأت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبى أن إسرائيل لا تملك حق القيام بعمليات عسكرية تؤثر إلى حد كبير على حياة المدنيين. وقال وزير الخارجية التشيكى كاريل شوارزنبرج الذى تتولى بلاده رئاسة الاتحاد، إن بدء العمليات البرية من قبل القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة ليس مفاجأة، وكانت هناك مؤشرات على أن إسرائيل تنوى القيام بهذا التحرك. وأكد فى بيان "حتى الحق الثابت لدولة فى الدفاع عن نفسها لا يسمح بتحركات تؤثر بشكل كبير على المدنيين".
وتابع شوارزنبرج "ندعو إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان فى قطاع غزة، وإحلال وقف لإطلاق النار".
وكان رئيس الوزراء التشيكى ميريك توبولانيك صرح أولاً، أن الهجوم البرى الذى شنته إسرائيل على قطاع غزة هو دفاعى أكثر منه هجومى.
وقال جيرى فرانتيسيك بوتوزنيك المتحدث باسم رئيس الوزراء التشيكى: نعتبر حاليا أن العملية هى جزء من التحرك الدفاعى لإسرائيل نرى أنها دفاعية أكثر منها هجومية. وأضاف أنه مجرد عبور حدود غزة. لا عنف ولا ضحايا وننتظر معلومات إضافية، ونريد مزيدا من التفاصيل، إلا أنه أوضح بعد ذلك: إذا تغير الوضع فسيتغير موقفنا.
على نفس الصعيد صرح وزير الخارجية البريطانى ديفيد مليباند، أن الهجوم البرى الإسرائيلى يظهر الحاجة الملحة لوقف إطلاق نار فورى كنا قد دعونا إليه. مضيفا أن التصعيد فى هذا النزاع سيثير هلعاً واستياءً.
وتابع أن الجهود الدبلوماسية مستمرة لإيجاد حل، مشيرا إلى زيارتى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اليوم الأحد والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى غدا الاثنين إلى المنطقة.
كما حثت إسبانيا مساء السبت إسرائيل على إنهاء هجومها البرى على قطاع غزة، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية .وقال المتحدث، إن وزير الخارجية ميجيل أنخيل موراتينوس الذى كان موفدا للاتحاد الأوروبى إلى الشرق الأوسط، حث حماس على وقف إطلاق الصواريخ كما حث إسرائيل على إنهاء هجومها البرى على قطاع غزة. وأضاف أن الحكومة الإسبانية "قلقة جدا" من الوضع الراهن فى قطاع غزة، وطلبت من الطرفين الأخذ بالاعتبار نداءات الأسرة الدولية ووضع حد للمعارك. موضحا أن مدريد تعتبر أن استمرار الأعمال العدائية يهدد الآمال الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة.
أما المكسيك، وهى عضو غير دائم فى مجلس الأمن الدولى، وجهت أمس السبت نداءً عاجلاً لوقف إطلاق نار فورى" فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حسبما أعلنت وزارة الخارجية فى مكسيكو.
وجاء فى بيان للوزارة أن مكسيكو تكرر للأطراف المتنازعة نداءها العاجل لإنهاء العمليات العدائية وإلى وقف نار فورى، وتذكر هذه الأطراف بضرورة احترام القانون الدولى الإنسانى والسماح للمنظمات الدولية بإيصال المساعدات الإنسانية.
كما أدان الأردن اليوم الأحد التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى غزة وحذر من خطورته، غداة بدء الهجوم البرى على القطاع الذى يقطنه نحو 1.5 مليون نسمة. قال وزير الخارجية صلاح الدين البشير، إن الأردن يدين مثل هذا التصعيد العسكرى غير المبرر. وأضاف أن استمرار العنف والعمليات العدوانية سيؤدى إلى تفاقم الأزمة، ولن يجلب الأمن لإسرائيل.
وطالب البشير المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته تجاه هذه المأساة الإنسانية الخطيرة.
وقال البشير، إنه استدعى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن المعتمدين لدى البلاط الملكى الهاشمى لمطالبة دولهم بالتحرك الفورى، والعاجل لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية كافة ضد أبناء الشعب الفلسطينى، التى أسفرت عن وقوع عدد كبير من الشهداء الأبرياء.
وأعربت ماليزيا عن قلقها إزاء عجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى الوصول إلى قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقال وزير الخارجية الماليزى رئيس يتيم إن كوالالمبور ترفض وتدين بشدة ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من هجوم وحشى وعدوانى على قطاع غزة، منتهكة بذلك القانون الدولى وقرار الأمم المتحدة.
وقال الوزير الماليزى فى كلمة ألقاها فى الاجتماع الطارىء لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامى فى جدة مساء أمس السبت، إن منظمة المؤتمر الإسلامى يتعين أن تعمل مع حركة عدم الانحياز وجامعة الدول العربية للضغط على الأمم المتحدة، لعقد جلسة طارئة للجمعية العمومية بشأن الأوضاع الراهنة فى فلسطين.
وأكد أن ماليزيا دعت إلى إرسال قوات لحفظ السلام إلى هناك، بهدف تهدئة النزاع. وقال إنه يجب على منظمة المؤتمر الإسلامى أيضا أن تتخذ خطوات فورية عن طريق المطالبة بعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لبحث انتهاكات إسرائيل لقانون حقوق الإنسان الدولى.
كما دعا الوزير الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى لإجراء مشاورات مع المنظمات الدولية والإقليمية، بهدف المطالبة بوقف إطلاق النار، وبحث تدهور الأوضاع الإنسانية فى غزة.
أما وسائل الإعلام الإندونيسية قالت اليوم الأحد، إن الاعتداءات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة ضد قطاع غزة سوف تعمق الكراهية للسياسات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، وستعقد جهود الإدارة الأمريكية القادمة بشأن دفع عملية السلام إلى الأمام بالمنطقة.
وأضافت أن إعاقة الولايات المتحدة للمحاولات الدولية الرامية إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولى يلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها على قطاع غزة يعد تخليا من جانب الدولة العظمى عن رعايتها النزيهة لعملية السلام على المسار الفلسطينى الإسرائيلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بدعمها للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة تسهم بقدر كبير فى تقويض مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتصالات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتى جرت خلال الأشهر الماضية بوساطة تركية.
ونوهت إلى أن الانحياز الأمريكى الصارخ تجاه إسرائيل يتجاهل حقيقة، أن الاحتلال الإسرائيلى يعد السبب الرئيسى للتوتر فى المناطق الفلسطينية، متهمة إسرائيل بالسعى إلى تعميق الخلافات الداخلية الفلسطينية، من أجل تحميل الفلسطينيين مسئولية الإخفاق فى محادثات السلام ومواصلة تنفيذ إجراءات التسوية المنفردة للقضية الفلسطينية، بزعم غياب الشريك الجاد فى عملية السلام.
من ناحية أخرى دعت باكستان اليوم الأحد إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، بعدما بدأت إسرائيل السبت هجوما بريا، يستهدف حركة حماس. وقال وزير الخارجية الباكستانى شاه محمود قريشى "ينبغى التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة. يتوجب علينا أن نوقف الخسائر فى الأرواح والممتلكات هناك".
أما فى تركيا فقد تظاهر مئات الأتراك ليل السبت الأحد أمام بعثة إسرائيل الدبلوماسية وبعثة الأمم المتحدة فى أنقرة واسطنبول، منددين بالهجوم البرى الإسرائيلى فى قطاع غزة، على ما ذكرت وسائل الإعلام التركية.
وتجمع أكثر من 700 شخص لوحوا بالإعلام التركية والفلسطينية أمام القنصلية الإسرائيلية فى حى ليفينت الواقع فى القسم الأوروبى من اسطنبول تحت رقابة شرطة مكافحة الشغب، وهتف المتظاهرون الذين أحرقوا العلم الإسرائيلى "أغلقوا السفارة الصهيونية فلسطين ليست وحدها". كما أوقف بعض المتظاهرين عندما حاولوا تسلق سياج القنصلية.
وفى أنقرة تجمع متظاهرون ينتمون إلى الحركة القومية، أمام بعثة الأمم المتحدة هاتفين "اللعنة على إسرائيل" ورشقوا المبنى بكرات ثلج، وانتقل المتظاهرون بعد ذلك للتجمع أمام السفارة الإسرائيلية، حيث قاموا بتلاوة آيات قرآنية على الضحايا الفلسطينيين فى الهجوم الإسرائيلى قبل أن يتفرقوا.
رغم استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية فى غزة .. العالم متخاذل والعرب أقل من الحدث
الأحد، 04 يناير 2009 12:02 م