شهدت نقابة الصحفيين مساء أمس السبت، مهزلة خلال الاحتفالية التى أقامتها خصيصاً تضامناً مع أبناء غزة والعراق، حيث تحولت الاحتفالية من رثاء للشهداء، إلى فرح بلدى على دقات الطبل والزمر بعد صعود الشاعر العراقى خضير الهادى، الذى تناسى تماماً الهدف الأساسى المقامة على شرفه هذه الاحتفالية.
فبالرغم أن شعار "تحيا غزة" هو الدافع الأكبر الذى حمس الكثيرين من الصحفيين، ومعهم بعض الفنانين المصريين للمشاركة فى هذا الحفل، ومنهم الفنان على الحجار، وإيمان البحر درويش، إلا أن استحواذ الجاليات العراقية على المقاعد، بالإضافة إلى سيطرتهم على تقديم فقرات الحفل، حول الشعار فى نهاية الأمر إلى "تحيا شعب العراق".
بدأ الحفل بكلمة ترحيب وشكر ألقاها صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين، بعدها بدأ الشاعر العراقى أسعد الغريرى بتقديم فقرات الحفل، التى افتتاحها الفنان على الحجار بغنائه مجموعة متنوعة من الأغانى الوطنية التى أعدها خصيصاً لهذا الحفل ومنها "لم الشمل، عم بطاطا، فلسطينى، يا مصرى قوم"، بعدها شكر الحجار جميع أعضاء النقابة على اختيارهم له ليتضامن معهم فى الأزمة التى يعيشها الشعب الفلسطينى حالياً، ثم صعد الفنان إيمان البحر درويش هو الآخر الذى غنى أغنية واحدة فقط وبدون موسيقى وهى " أذن يا بلال".
ومن المفاجآت التى أعلنها رئيس اتحاد النقابات الفنية السيد راضى خلال كلمته دفاعاً عن مصر والدور الذى لعبته فى مجزرة غزة الأخيرة، هى اختيار فلسطين عاصمة للثقافة العربية لعام 2009. كما هاجم راضى بشدة جميع الدول التى اتهمت مصر بالخيانة قائلاً "منذ اللحظة الأولى لحدوث الجريمة الشنعاء على غزة، كانت مصر هى البلد العربى الوحيد التى فتحت ذراعيها لاستقبال طلقات الرصاص بشجاعة من أجل مساعدة هذا الشعب النحيل".
وفى الغالب كانت كلمات السيد راضى هى الوحيدة التى ذكرت الحاضرين، أنهم فى احتفالية لمساندة فلسطين لا العراق، فجميع فقرات الشعر التى ألقاها الشعراء المصريين والعراقيين وجهت تركيزها على قضية ضرب الرئيس الأمريكى بوش بالجزمة فقط، وكأن الحفل خصص لصالح مناصرة الصحفى الشهير منتظر الزيدى.
لكن الأكثر دهشة فى الأمر هو ما فعله الشاعر العراقى خضير الهادى فى نهاية الحفل، حيث صعدت معه فرقة موسيقية مكونة من عازفى الأرج، والطبل، والزمر، والرق، وبدأ معهم فى إلقاء قصائده الشعرية التى يفترض أن المحتوى الرئيسى لمعناها وطنى، مما أدى إلى نهوض جميع الحاضرين من الجاليات العراقية من أمكانهم والذين حولوا النقابة إلى قاعة أفراح من خلال قيامهم بأداء بعض الحركات الراقصة، ماسكين بأيديهم أعلام بلادهم، ناسين بذلك المحنة التى يعيشها إخوانهم فى فلسطين هذه الأيام.
لمعلوماتك:
الفنان محمد الحلو، مجد القاسم كان من المفترض أن يشاركا هما الآخرين فى إحياء هذا الحفل، إلا أنهما لم يحضرا.
احتفالية نقابة الصحفيين للتضامن مع غزة تتحول إلى العراق
الأحد، 04 يناير 2009 12:58 ص