مع اقتراب الإعلان رسمياً عن قرار المحكمة الجنائية الدولية فى قضية محاكمة البشير، زادت التكهنات بقرار المحكمة، وزاد معها الحديث عن تدخل كل من الصين وروسيا فى دور وساطة لوقف القرار أو محاولة تأجيله، بصفتهما أعضاء دائمين بمجلس الأمن، مما يطرح تساؤلات عن مدى نجاح هذه الوساطة، وهل ترتبط بمصالح اقتصادية لروسيا والصين تعبر عن وجود صراع دولى كامن فى أفريقيا عموماً وفى السودان على وجه الخصوص؟
قال أحمد حمروش رئيس اللجنة المصرية للتضامن لليوم السابع "طالما لم يصدر حتى الآن قرار من المحكمة الجنائية الدولية، فإن الوساطة الصينية والروسية ربما تأتى بنتائج إيجابية فى قضية محاكمة البشير، وقد تستطيع تأخيره"، واعتبر حمروش أن مصالح روسيا والصين فى السودان هى أكبر الدوافع وراء تلك الوساطة.
وأضاف حمروش أن "محاكمة البشير أظهرت الصراع بين القوى الكبرى على موارد السودان المتمثلة فى الثروة الحيوانية، ومنابع المياه العذبة واليورانيوم والبترول والأراضى الخصبة الصالحة للزراعة".
من جانبه نوه د.زكى البحيرى الخبير فى الشأن السودانى، أن هناك فريقين يتصارعان من أجل الحفاظ على مصالحهما فى السودان، مؤكداً أن روسيا والصين يمثلان كتلة واحدة، وأمريكا كتلة مضادة، ولكن هناك فارقاً بين أطماع كلا القوتين، فالصين وروسيا يمكن وصفهما بـ "أصحاب المصالح الناعمة"، فمثلاً فى مقابل استغلال الصين للبترول، تترك للسودان ما يقارب 70% من الدخل، فى حين أن أمريكا تريد أن تأخذ دون مقابل أو حق انتفاع.
هذه الأسباب كما يراها البحيرى جعلت من الصين وروسيا دولاً صديقة للسودان، وهو الدافع وراء موقفها، ومحاولاتها المستميتة فى مجلس الأمن لمنع محاكمة البشير، وحتى الآن هناك احتمالات قوية بأن يستطيعا السيطرة على قرار مجلس الأمن.
السودان.. مسرح آخر للصراع الدولى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة