تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس حول عزمه تأسيس مرجعية جديدة للشعب الفلسطينى باسم جبهة المقاومة والتحرير، اعتبرها مراقبون تهديدا للجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ورسالة ضمنية للعالم أجمع بانتهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية، واستبدالها بالفصائل الثمانية المشاركة فى الجبهة بقيادة مشعل، بينما دافع قريبون من مشعل عن وجهة نظره، معتبرين أنها ردا على اختطاف أبو مازن لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بداية، قال السفير د. محمود زهران مساعد وزير الخارجية الأسبق لليوم السابع، إن الجبهة التى أسسها خالد مشعل تعد انقلابا على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية واعتراف المجتمع الدولى والأمم المتحدة بها، باعتبارها الممثل الوحيد الشرعى عن الشعب الفلسطينى فى أى مفاوضات أو حلول خاصة بالقضية الفلسطينية، وهدف مشعل هو جنى مكاسب سياسية لحماس بعد حرب غزة، ولذلك فقد جلس مكان أبو مازن فى مؤتمر الدوحة. وتصدر المشهد السياسى فى المفاوضات وفى مقابلة ما يسمى بزعماء الممانعة والتشدد. فى دمشق والدوحة وإيران.
أضاف زهران قائلا: الواضح تماما أن مشعل لا يأخذ قراره مفردا بل بإيحاء من المحور الإيرانى، وهذه الخطوة التى قام بها ردا على غياب أبو مازن عن مؤتمر الدوحة، وكل ما يقوم به مشعل من خطوات مثل الموافقة على الورقة المصرية للحوار والمصالحة ثم الاعتذار عن المشاركة فى الحوار ثم العودة فالرفض، كلها رسائل سياسية واضحة على تحكم المحور الإيرانى فى قراراته.
قال السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق وعضو منظمة التحرير الفلسطينية لليوم السابع: تصريحات الأخ خالد مشعل متسرعة وغير حكيمة وقد تؤدى إلى عواقب وخيمة، مثل خسارة الشعب الفلسطينى لقضيته، وخسارة مشعل نفسه سياسيا وخسارة تنظيمه أمام شعبنا وأمام العالم.
أضاف كمال قائلا: ماذا يريد خالد مشعل؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ بعد أن تعهد بالمصالحة الوطنية الفلسطينية أمام العالم أجمع، واتفق مع وفد حماس إلى القاهرة أن يبدأ مشروع الحوار الفلسطينى الفلسطينى 22 فبراير القادم، واتفق أيضا على المصالحة قبل مؤتمر القمة العربية 30 مارس القادم. والذى لا ندرى هل ينعقد أم لا؟ إلا إذا كان مشعل يريد توجيه رسالة للولايات المتحدة أنه الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى، وأنه البديل عن منظمة التحرير، وبالتالى على الأمريكيين أن يفاوضوه، وأعتقد أن هذا ليس مخطط مشعل بمفرده، ولكنه اتفق مع أحمد جبريل رئيس حركة القيادة العامة، وهو بالمناسبة عضو فى الاستخبارات السورية العسكرية وهو شىء معروف لا ينكره، وجبريل وصف أبو مازن بالرئيس السابق، ولا شك أن حركة الجهاد أيضا ستتعاطف مع حماس والقيادة العامة، وكل هذا سيضر بالقضية الفلسطينية.
من جانبه قال المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين عضو جبهة التحرير والمقاومة التى أسسها مشعل لليوم السابع، إن الجبهة ليست بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية التى اختطفها أبو مازن وحولها إلى طرف فى المفاوضات وفى الاستسلام، وهى ليست كذلك. ولذلك اتفقنا على عمل جبهة جديدة باسم المقاومة والتحرير، فى 26 يناير بدمشق، تضم المعارضين لسياسات أبو مازن وما جلبه للقضية الفلسطينية.
وأضاف ياسين قائلا: وتضم جبهة المقاومة والتحرير 8 فصائل هى حماس والجهاد الإسلامى والصاعقة والقيادة العامة والنضال الثورى، والحزب الشيوعى الحر ومنظمات أخرى وبعض الشخصيات المستقلة لإقامة جبهة ليست موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكنها جبهة لتوحيد القوى المعارضة لأبو مازن. والذى فى اعتقادنا قام باغتيال منظمة التحرير الفلسطينية، ولا مجال للمصالحة بين خندق الأعداء وخندق الشرفاء. ولا نريد لأبو مازن أن يستمر منفردا بالتحكم فى مصير القضية الفلسطينية، بعيدا عن إجماع شعبنا وتوحيد كلمته.
لمعلوماتك..
◄ 28 مايو 1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية بالقدس على يد أحمد الشقيرى
سياسيون: لا بديل شرعى لمنظمة التحرير الفلسطينية
"مرجعية" مشعل البديلة تنسف آمال المصالحة بين فتح وحماس
الجمعة، 30 يناير 2009 03:55 م
مشعل يراوغ لإسقاط شرعية منظمة التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة