للحب أيضا نهاية.. يموت مثل كل المشاعر وأحيانا يتبدل إلى كراهية..لا تقبل باستمرار أحدهم على قيد الحياة.. وربما اتخذ طرفا قرار بقتل الحبيب.. هذا ما حدث فى البحيرة هذا الأسبوع.. بعد عشر سنوات من الحب والزواج وجد محمد نفسه يتخذ قرارا بالقتل لحبيبة القلب التى شهدت بقصة حبهما طرق وقرى مركز إيتاى البارود بالبحيرة.
كان مهووسا بحسناء القرية.. وأجمل بناتها، وهى الأخرى كانت ترتجف كلما تلاقت الأعين، فهو ابن القرية الذى كان متفوقا ويدرس فى كلية الآداب.. وظلت قصة الحب الصامت تكبر يوما بعد يوم.. حتى تحول إلى حب علنى رحبت به عائلتا الحبيبين، لكنهما اشترطا أن ينهى أولا محمد دراسته فى الجامعة قبل الحديث عن أى ارتباط.. فرح محمد وبثينة بقرار العائلتين.. وكان بمثابة تصريح باللقاءات بينهما.. أمام الجميع، واعتقدا أن القدر فتح لهما أبواب السعادة.. وسريعا وبعد أن تخرج محمد فى الجامعة تم الزفاف.
9 سنوات من الزواج كانت السعادة تسكن منزلهما فى الأيام الأولى، هى قصة الحب التى تحولت نموذجا لشباب ومراهقى القرية.. ولكن الخطأ الوحيد هو أن الحب كان أعمى.. لا يبصر سوى تحت قدميه.. لم يفكر أحد فى مستقبل الحب والزواج.. راحت أيام السعادة بعدما قهرها الشقاء..ليعلن نفسه حاكما لبيت العاشقين.. محمد الذى تخرج فى الجامعة قبل 9 سنوات لم يجد فرصة عمل.. لم يبحث عنها إلا بعد الزواج كان يهتم كثيرا بالارتباط بحبيبته حتى قبل أن يجد عملا.. ارتضى أن يعمل مع أبيه فى الحقل.. لكن أحلام بثينة لم تتحقق.. خاصة بعدما أسفر الزواج عن ثلاثة أطفال، كانت بثينة تذهب إلى عملها والزوج إلى الحقل ينتظر حتى موسم الحصاد لتشترى لأطفالها الملابس، أيام الحصاد فقط يكون فيها محمد رجل البيت الذى ينفق على أسرته.. بثينة ضاقت بالحياة بعدما حاصر الفقر الحب حتى «خنقه» ولفظ أنفاسه الأخيرة.. الكراهية بدأت تنمو بينهما حتى حلت تماما مكان الحب وامتلأت القلوب بالرغبة فى الخلاص من الطرف الآخر، ولأن محمد واجه الإهانات من حبيبته السابقة.. ولأنه الرجل الذى فقد مكانته.. فبثينة هى التى تعمل وتنفق على المنزل.. مبررات كثيرة وجدها محمد كافية لإصدار حكم بالإعدام.. وبقى موعد التنفيذ.
كانت مثل كل ليالى الكراهية، الزوج غادر المنزل ولم يعد إلا بعد منتصف «الليل الأخير«عازما على الخلاص من نصفه الحلو «سابقا»، محمد رتب مراسم القتل بدقة شديدة. عاد إلى المنزل وجدها نائمة.. الخطة تسير حسبما خطط لها القاتل «الحبيب السابق»، فتح دولاب الملابس أزاح التراب عن بدلة الفرح وأخذها إلى غرفة مجاورة وارتداها.. ليكتمل المشهد الأخير كما بدأت الحياة الزوجية بينهما.. الأم نائمة.. فهى ستذهب لعملها فى الصباح الباكر.. وعاد محمد إلى زوجته هذه المرة شاهرا سكينا ضخمة.. أخفاها فى بدلة الزواج.. ودون أن يحدث أى جلبة.. انهال عليها طعنا.. فتحت عيناها لتجد حبيب العمر مدفوعا بالكراهية الشديدة يفصل رأسها عن جسدها.. ويصاب بمس من الجنون وخرج ليصيح فى شوارع القرية.. قتلتها.. بثينة ماتت.. الدماء تلطخ بدلة الزفاف.
وبعد ساعة كان يجلس أمام رجال الشرطة فى مركز إيتاى البارود يعترف بخطأ ارتكبه قبل عشر سنوات عندما قرر الزواج دون أن يوفر فرصة للحياة، لحب كان مثار حديث القرية.. بثينة تم نقلها إلى مثواها الأخير..ويواجه العاشق السابق العدالة معترفا بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بمن كانت حبيبته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة