◄ لم أكتب أى خطابات للرئيس مبارك.. ولكنى كنت أعبر عن سياساته فى مقالاتى
◄ هاجمت حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق وكنت على حق وخرج من الوزارة
بدون شك كان سمير رجب شخصية مثيرة للجدل فى الوسطين، الصحفى والسياسى طوال رئاسته لمجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير جريدة الجمهورية، فقد كان هجومه عنيفا على المعارضة، كما كان تأييده للحكومة مبالغا فيه، والآن بعد أن خرج من موقعه، يتحدث لـ«اليوم السابع»، مؤكدا أن الصحافة أيامه لم تصل إلى هذه الدرجة من التدنى، فالآن هى شتائم ليس بين الصحف القومية والمعارضة، ولكن بين كل الصحفيين. كما قال أنه لم يكن صحفى الحكومة، ولكنه كان يعبر عن سياسات الرئيس فى مقالاته، ونفى أن يكون كاتب خطابات الرئيس.
رجب أكد ما هو معروف أنه هو الذى اختار الزميل محمد على إبراهيم لخلافته فى رئاسة التحرير، وإنه هو الذى أدخله للصحافة، ولا يعرف لماذا يهاجمه، واعتبر نفسه غير مسئول عما سماه «تجاوزات إبراهيم».
ما هو تقييمك للصحافة المصرية فى الفترة الأخيرة؟
الصحافة المصرية تمر حاليا بأشد الفترات حرجا، لأن الخريطة موزعة كالآتى: صحافة خاصة أو مستقلة بأعداد وفيرة، وصحافة حزبية محدودة، ومثلها صحافة قومية محدودة.
ترى أن الصحف القومية محدودة؟
«آه»، لأنها لا تزيد على خمس صحف، وهى الأهرام والأخبار والجمهورية والمساء والأهرام المسائى.
هناك أيضا صحف أخرى مثل روزاليوسف ومؤسسات أخرى؟
(ضحك)، ممكن تحسب المسائية الخاصة بدار التعاون «حد بيسمع عنها»، وهناك تفكير فى ضمها للدار القومية للتوزيع.. وعموما فى هذه المنافسة كان متوقعا أن ترتقى الصحافة، ولكن ما حدث هو العكس، فلا توجد حملات صحفية قوية أو مبادرات قوية، أو خبر مدوٍ، أو دراسات جادة، ولكنهم جميعا تفرغوا لتصفية الحسابات وللهجوم الشخصى، وحتى الصحف الخاصة تشتم بعضها.
لكن هذا المناخ كان موجودا فى عهدك، وأنت شخصيا شاركت فى معارك مثل هذه؟
«أيوه بس احنا ما وصلناش للمستوى المتدنى ده»، أنا كنت رئيس صحيفة قومية، ورئيس تحرير جريدة الحزب الوطنى, ولم أستخدم طوال عمرى ألفاظا متدنية ضد خصومى، وحتى عندما اختلفت مع مصطفى بكرى، قلت له فى الآخر لن أرد، حتى لا أنزل إلى مستوى متدنٍ، والآن الأمر ليس له حدود، والدولة لن تضع حدودا للصحف القومية.
ولماذا لا يقوم مجلس الشورى، وهو المالك للصحف القومية بهذا الدور؟
لدى المجلس الأعلى للصحافة التابع لمجلس الشورى تقرير الممارسة الصحفية، يرصد كل هذه التجاوزات , ولكن للأسف لا أحد يأخذ به.
ولماذا لا يحاسب المتجاوز؟
أحيانا يوجهون اللوم كحد أدنى، ولكن فى النهاية لا يحدث شىء. والنتيجة، مزيد من الفوضى واختلال المعايير.
ولكن أنت واحد من الذين اختاروا رؤساء التحرير، ورؤساء مجالس الإدارة الجدد؟
والله أنا راعيت ضميرى، وعندما يأتى الأداء عكس ما تصورت، فلست المسئول، و«بعدين الندالة وصلت لحدى أنا شخصيا»، فهل يعقل أنا اللى رفعته وبعدين ينسى, وكمان يهاجمنى؟
أنت اخترت من تصورت أنه موالٍ لك، ودافعت عنه عندما ضرب زميلا له لحسابك؟
( ضحك)، تقصد واقعة السيد هانى مع محمد على إبراهيم، لا والله، أنا اخترت محمد على إبراهيم, لأنى كنت أعتقد أنه ممكن أن يكون أداؤه جيدا، «أنا اللى دخلته الصحافة، أنا مش عاوز أدخل فى المسائل الخاصة»، ولكن أنا أريد أن أقول أنا رشحته، لأنى كنت أعتقد أنه يمكن أن يؤدى بشكل جيد.
هل الهجوم ضدك تصفية حسابات سابقة داخل الحزب الوطنى؟
لا أعتقد أن شخصيات قيادية فى الحزب الوطنى، يمكن أن تكون ضدى، بدليل أن علاقتى جيدة بهم جميعا، وأنا ومحمد على إبراهيم علاقتنا كانت جيدة حتى آخر يوم قبل أن أترك فيه رئاسة التحرير. ولكن كل الأمور تغيرت بمجرد أن ذهبت.
لكن يقال أن الحرس الجديد فى الحزب الوطنى وراء تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية؟
لا، التغيير فرض نفسه، لأن كل رؤساء تحرير، ومجالس الإدارة وصلوا السن القانونية، وتم تطبيق القانون.
ما هى علاقتك بالجيل الجديد بالحزب الوطنى؟
ليس لى عداء مع أحد، ولن يكون لى عداء مستقبلا مع أحد، أنا عملت 16 عاما رئيس تحرير جريدة مايو الناطقة بلسان الحزب.
ولكن تم إقصاؤك من مايو، لأن هناك قيادات لا تريدك؟
لم يبلغنى أحد بذلك , و«مين قال كده»، أولا جريدة الحزب تم تغيير اسمها، أنا قبلها كنت اعتذرت عن عدم الاستمرار, لأنى أرغب للتفرغ لعمل خاص، بعد أن تركت الجمهورية.
ما هى الكواليس التى تدور بينكم وبين الأستاذين إبراهيم سعده، وإبراهيم نافع؟
«إحنا أصحاب»، وممكن نتكلم عن خبر منشور «كان لازم يتنشر بالطريقة دى، أو الرأى ده لازم يكون كذا»، لكن «بس مش نتناقش لو كنا موجودين كنا هنعمل إيه».
هل تلومون أنفسكم لأنكم اخترتم من جاء بعدكم؟
لا تعليق ،اللى حصل حصل.
ألم تشعر بضيق من الهجوم ضدك؟
عادى، ثم «هاعمل إيه يعنى»، وهذه القصة تكررت مع الجميع، بداية من عادل حمودة, وحتى إبراهيم نافع، وإبراهيم سعدة ،فهذا عادى. الوفاء لم يعد سمة رئيسية للمجتمع المصرى, «أى واحد ييجى فى موقع جديد لازم يشوه السابق« حتى يثبت وجوده.
بعدما خرجت من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، هل استمرت علاقتك قوية بالحزب الوطنى؟
«أيوه» طبعا، أمين عام الحزب الوطنى صفوت الشريف صديقى جدا.
ولكن أنت خرجت من عضوية الشورى بالتعيين؟
أنا بقيت عضوا فى مجلس الشورى لمده 18 سنة «، معقولة أقعد أكثر من كده».
يتردد أنك كنت قريبا من الرئيس مبارك، فهل كنت تكتب خطابات الرئيس؟
لا، لم أكتب خطابات، أنا أكتب مقالات كانت معبرة عن مواقف الرئيس، كنا خلال السفريات نجلس معه، وكنت أستطيع تكوين فكرة عن سياسات الدولة.
ولكن فى واقعة شهيرة، أن الرئيس كان فى لقاء مع كبار الصحفيين, وكان ضمنهم الأستاذ أحمد بهاء، قال لهم إنه معجب بك، لأنك تكتب كثيرا؟
فى الحقيقة أنا لم أشاهد هذه الواقعة، ولكنى سمعت عنها.
هل الواقعة تدل على أن الرئيس معجب بك؟
الواقعة لو كانت حدثت، تكشف أن الرئيس كان معجبا بمن يخلص فى عمله، وأنا كنت مخلصا فى عملى، ومتحمسا لسياساته ولشخصه، ولم أكن صحفى الحكومة. وميزة الرئيس أنه كان يعامل رؤساء التحرير على درجة واحدة تقريبا، والعلاقة معه تأتى بمبادرة الصحفى، مثلا عندما أحتاج للرئيس، كنت أبادر وأتصل لأعرف موقفه أو أخرج منه بخبر، وهو لا يتأخر أبدا عن الصحفى المجتهد.
معنى هذا أن حواراتك مع الرئيس لم تكن بتوجيهات من الرئاسة؟
لا، كلها كانت مبادرات منى، فمثلا أنا كنت فى كل أسبوع أجرى حديثا، بينما آخرون لم يجروا حوارا إلا مرة فى السنة.
لكن مستوى الصحافة فى جيلك، كان أقل من جيل موسى صبرى، وهيكل، وأحمد بهاء الدين؟
(ضحك)، بالعكس مستوانا لم يقل عن هؤلاء.
أنت متهم بأنك كنت تخوض معارك شخصية؟
غير صحيح، معركتى مع الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، كانت بسبب أدائه غير الجيد، والدليل أنه خرج من الوزارة.
أداء الكفراوى سيئ، وأداء إبراهيم سليمان كان جيدا؟
لا أرغب فى الدخول فى موضوع إبراهيم سليمان, وأنا انتقدته، رغم أنه أنجز كثيرا، «المدن الجديدة دى هو اللى عملها».
بس هو وزعها للمحاسيب؟
لا، هو وزعها للخاصة والعامة.
لقد حصلت على أرض مع بعض رؤساء التحرير فى القاهرة الجديدة؟
أرضى اشتريتها من شركة خاصة.
لقد مدوا لبيتك فى شارع عباس العقاد، مواسير مياه وصرف خاصة؟
غير صحيح و «هستفيد إيه، لو الميه انقطعت».
هل رؤساء التحرير لم يستفيدوا من الحكومة؟
أنا اشتريت أرضى من شركة خاصة، وبالتقسيط.
وثروتك الضخمة مثل باقى رؤساء التحرير السابقين؟
أى شخص يخرج من منصبه غدا، ستقال عليه ذات الاشاعات،إبراهيم نافع قالوا عليه عمل كذا وكذا، وبرأته النيابة. و«بعدين مين قال إنى من الأثرياء»، أنا رجل عادى جدا، وحتى عندما كنت رئيس تحرير، كان وضعى عاديا.
لكن هناك وقائع ضد إبراهيم نافع؟
النيابة حفظت التحقيقات.
ما هو مقدار ثروتك؟
أعتقد أن هذا سؤال غير مناسب.
ولكنك كنت تهاجم وزيرا أو شخصا لمصالحك؟
الذين يقولون ذلك عجزة وفاشلون، وكنت تجدهم فى حديقة نقابة الصحفيين زمان، عملهم سب الناجحين، ثم إن كل ما كنت أكتبه كان هناك رد عليه، بعكس الذين يسودون الآن صفحات، ولا يهتم بهم أحد.
لا تعجبك الصحف الخاصة، ومع ذلك أسست جريدة 24 ساعة؟
الصحف لا تشبه بعضها، فكل صحيفة جزيرة مستقلة، والصحف الخاصة يمولها رجال أعمال، حتى تدافع عنهم، ولذلك فى 24 ساعة النسب صغيرة لرجال الأعمال، حتى لا يسيطر عليها أحد.
لكنك تسيطر عليها وتحقق لك قوة سياسية؟
إطلاقا، أنا أحب صناعة الصحف، وأريد الاستمرار فى مهنتى.
هل منطقى أن تكون الجريدة مجانية .. ومن يمولها؟
هذه الطريقة موجودة فى أوروبا، و24 ساعة غيرت هذا المفهوم فى مصر، وحاليا وصل التوزيع إلى 170 ألف نسخة مجانا, وهذا أضعاف الصحف التى توزع بالفلوس، ونجحنا فى التأثير، لذلك عندنا معلنون ومصادر تتطوع بقضايا.
لماذا لا تفكر فى الترشيح لمنصب نقيب الصحفيين، وقد حاولت أثناء عملك بالجمهورية؟
فكرت من قبل وتراجعت، لأن النقباء السابقين لم يقدموا ما أتمناه. وشعرت أنى سأدخل ذات الدوامة، وهناك صعوبة فى إيجاد الحلول وتنفيذها. و«بعدين لن يغير الله قوما حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فالدولة والأحزاب لن تصلح الصحافة، ولكن الصحفيين أنفسهم.
ما هى الخطوط الحمراء بالنسبة لسمير رجب؟
ليس عندى خطوط حمراء.
حتى انتقاد الرئاسة؟
«لو فيه حاجة تستاهل النقد» سوف أكتب، الرئيس مبارك »بالذات« صدره رحب جدا للنقد.
هل تفكر فى عمل قناة فضائية؟
أنا حاليا رئيس تحرير جريدة العمال, واتحاد العمال يعد لعمل قناة فضائية، وأنا أعمل الدراسة, وهذه القناة ستركز على قضايا العمال.
لمعلوماتك...
◄الاسم: سمير رجب على شرف محل الميلاد: القاهرة
الحالة الاجتماعية: متزوج وله ثلاثة أبناء
المؤهل الدراسى: ليسانس الآداب - قسم الاجتماع - جامعة القاهرة 1959
دبلوم معهد الصحافة العالمى ببرلين عام 1968
سمير رجب رئيس التحرير السابق للجمهورية.. والقيادة الصحفية الأكثر جدلاً فى ربع قرن
دخّلت محمد على إبراهيم الصحافة وعملته رئيس تحرير ومش مسئول عن تجاوزاته ومش عارف بيهاجمنى ليه؟!
الجمعة، 30 يناير 2009 01:38 ص
تصوير أحمد إسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة