وحده الغزالى فعلها وترك الحزب دون غرض أو منفعة..

المصالح تحكم استقالات "الوطنى" "الوهمية"

الجمعة، 30 يناير 2009 05:31 م
المصالح تحكم استقالات "الوطنى" "الوهمية" الصراعات وحسابات النفوذ لا تزال تحكم الوطنى
كتب ـ خالد ناجح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصدر الدكتور مراد عبد السلام، نقيب أطباء الأسنان، مانشيتات الصحف من خلال إعلانه الاستقالة من الحزب الوطنى أمام الوقفة التى نظمتها نقابة أطباء الأسنان للمطالبة بالكادر الخاص.

اتصل اليوم السابع بالدكتور عبد السلام، الذى أكد أن موضوع استقالته من الحزب الوطنى ليس جديداً، وأن الاستقالة تقدم بها منذ أربع سنوات و"أثناء إعداد قانون الضرائب، الذى لم تأخذ رأينا فيه الحكومة رغم أننا فى أمانة المهنيين جزء من عملنا إعداد هذا القانون، ولا أعلم لماذا تذكرت الصحف استقالتى الآن؟!".

عبد السلام أشار إلى أن الجمعية العمومية لأطباء الأسنان أصدرت توصية لأعضائها بترك الحزب الوطنى والتنازل عن العضوية به، لأن حكومة الحزب لم تنصفهم ولم ترفع الظلم عنهم. وأشار إلى البرقية التى أرسلوها إلى الرئيس مبارك فى النصف الأول من العام 2008 وتم تحويلها إلى رئيس الوزراء ثم تحولت إلى وزير الصحة ثم تلاشت ولم نسمع عنها أى شىء.

باستثناء أسامة الغزالى حرب، الذى انسحب من الوطنى ليشكل حزب الجبهة، فإن التهديد بالاستقالة ليس جديداً فى الحزب، بل شهد الوطنى موجة من الاستقالات المعلنة من أعضاء الحزب بعد ترشيحاته فى المحليات، كما هدد البعض بتقديم استقالته من الحزب، فمن البحيرة إلى المنوفية والدقهلية وصولاً لدمياط وكذلك جنوب سيناء إلى قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا والبحر الأحمر فى أقصى الجنوب وانتهاء ببورسعيد ، الحزب أعلن عن مرشحيه فى اللحظة الأخيرة، فباء بغضب المستفيدين منه والطامعين فى السلطة، فيمتد طابور الباحثين فيه عن دور لتشمل تنويعات احتجاجية بين الاعتصام فى مقار الحزب أو تقديم الطعون أو الإضراب عن الطعام أو ضرب باليد والعصا واستخدام كل وسائل الضغط.

ليس من أجل عدم تطبيق القانون أو عدم تطبيق مبادئ الحزب، ولكن لأن الأعضاء تم استبعادهم أو استبعاد أقربائهم من الترشيحات. والمحصلة أنه لا أحد قدم استقالته رسمياً إلى الحزب.

الدكتور مصطفى علوى، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعضو مجلس الشورى يرى أن المعلومات المتاحة وما تنشره الصحف به قدر من المبالغة، وقال إن الاستقالات التى أعلن عنها بعض الأعضاء فى الحزب الوطنى جاءت نتيجة أفكارهم العشائرية والقبلية لأنهم أعلنوا عن هذه الاستقالات، لأن الحزب لم يرضخ لطلباتهم أو لم يرشح عدداً من أنصارهم، والمفترض أن يفهم هؤلاء الأعضاء أن الممارسة الحزبية والسياسية ليست بها قبلية أو عشائرية، وكان يفترض أن يقدموا مذكرات لأمين الحزب ويتم التحقيق فيها، فإذا كان هؤلاء المرشحون فائزين فى الانتخابات والإدارة أعلنت رسوبهم يكون هناك عقاب حزبى، أما إذا ثبت أن هؤلاء المستبعدين لم ينجحوا فى الانتخابات وأى عضو يريد ترشيحهم لمجرد أنهم أنصاره فهذا أيضاً يستحق العقاب الحزبى، لكن من حيث المبدأ من حق أى عضو فى أى حزب أن يستقيل منه كما كان له الحق فى اختيار الحزب الذى سيدخله، خاصة إذا كانت هناك بعض التصرفات لا يرضى عنها.

أما جهاد عودة، عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى، فيقول: "كل الاستقالات التى ثار حولها الكلام للاستهلاك المحلى والظهور الإعلامى فقط، وإذا كان العضو صادقاً فى الاستقالة، فليقدمها رسمياً ويعطى منها صورة للصحف إذا أراد".

وأشار إلى أن الحزب الوطنى لا يخشى استقالة أحد، واستقالة عضو من أى حزب أمر طبيعى ولا تمثل أى مشكلة، لكن أن تكون الاستقالة لأسباب شخصية وليست أيديولوجية بخصوص مبادئ الحزب وأفكاره، فأمر مرفوض تماماً.

وأكد عودة أنه رغم كل مايثار عن الاستقالات الفردية أو الجماعية غير حقيقى، وأن أى من أصحاب هذه الاستقالات لم يتقدم بها رسميا إلى الحزب، مضيفا أنه يقرأ ويسمع عن هذه الاستقالات فى الصحف فقط، ولم ير أى منها بشكل رسمى، ولم يتم رفع أى اسم من أعضاء الحزب الوطنى من القوائم الخاصة بالحزب، خاصة وأن الاستقالة لا تقدم إلى أمانة العضوية بشكل مباشر، بل هناك طريق تسلكه الاستقالة قبل أن تصل إلى أمين العضوية، فالعضو المستقيل يقدم استقالته إلى الأمين العام بشكل رسمى ثم تدرس فى هيئة المكتب برئاسة الأمين العام.

أمين العضوية بالحزب الوطنى المستشار ماجد الشربينى يقول إن الحزب الوطنى استطاع فى الفترة الأخيرة غرس بعض المبادئ فى أعضائه، ومنها اللجوء إلى الطرق الاحتجاجية السلمية والقانونية، وكون العضو قد تحدث عن حقه فى الاستقالة فهذا يحسب للحزب الوطنى وليس ضده، أما بخصوص الاستقالات التى نقرأ عنها فى الصحف فلم تصلنى مذكرة من الأمين العام برفع أى من الأسماء من كشوف الحزب، فالاستقالة تقدم إلى هيئة مكتب المحافظة التى يتواجد بها العضو ويتم التحقيق فيها أو تحول إلى الأمين العام، وهناك يتم دراستها فى هيئة المكتب، وإذا تم قبولها ترسل مذكرة إلى أمانة التنظيم وأمانة العضوية ويتم رفع اسم العضو من الكشوف. وعن الاستقالات التى أعلن أصحابها أكد أمين العضوية أن الأمانة لم تصلها أى استقالات بعد.

الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس برنامج الأحزاب السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجى، يرى أن الاستقالات من الحزب الوطنى الغالبية العظمى منها إعلامية وشفهية فقط ، وأن الحالة الوحيدة خلال السنوات الماضية الحقيقية والقوية كانت هى استقالة الدكتور أسامة الغزالى حرب.

ربيع يرى أن السبب فى إعلان أعضاء الحزب الوطنى عن استقالتهم أو التهديد بها يرجع إلى أن العضو يدخل الحزب الوطنى وهو متوقع أن يحصل على بعض المزايا نتيجة هذه العضوية ووصولهم لمراكز مهمة خارج الحزب كنقيب أطباء الأسنان، مع عدم الاستجابة لمطالبه أو التأخير والتباطؤ من الحزب، ما يجعل العضو فى حرج أمام ناخبيه أو مواطنيه أو الجمهور الذى يخاطبه.

هذا يجعلنا أمام نقطتين، الأولى، وهى يكون فيها المتقدم بالاستقالة مخطئا إذا أراد تحقيق كل مطالبه بغض النظر عن الظروف أو أى اعتبارات، ويكون المتقدم على صواب إذا أراد تحقيق منفعة عامة وتخاذل الحزب ولم يفعل نفس الشىء مع غيره. واستبعد ربيع وجود أو حتى اقتراب أى انشقاق فى الحزب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة