أكتب إليك يا جارتاه من غزة, من قلب الأرض النابض كى لا تحزنى علينا. فأرضنا لن تحتاج للحرث بعد اليوم، فقد حرثتها الدبابات الإسرائيلية. ولن تمطر السماء فقد رويت الأرض بدماء الشهداء.
أما الأطفال فالحمدلله لن أفكر فى تعليمهم بعد اليوم فقد خرجتهم إسرائيل من الدنيا قطعا وإربا. وأبشرك يا جارتاه أن هدايا التخرج الأمريكية والعربية قد وصلت إلينا جوا وبالبريد الإسرائيلى السريع.
ولن أخفى عليك تلك المفاجأة السارة التى أثلجت قلوبنا حتى الموت، تلك الألعاب النارية الأمريكية كانت مذهلة لدرجة الموت والفناء. أجل لم يعد لنا قريب حى أو جار نناجيه، حتى أننا دفنا أمواتنا قطعا وأوصالا. أليس مذهلا أن نفعل شيئا لم يفعله أحد من ذى قبل؟ أليست الحضارة ذات فضل علينا؟ أليست قمة الحضارة أن نستغنى عن المأكل والشرب كما استغنينا عن الماء والكهرباء بمساعدة الأمم المتحدة؟.
لا تخافى يا جارتاه فلن ألجأ إليك هاربا, سائرا أو راكبا فقد أوصدنا علينا الباب كى لا نؤذى أحدا خاصة جيراننا المتوحشين أشباه البشر.. أصحاب قلوب من حجر. لا تخافى علينا الفناء فلله البقاء وبه الرجاء.
محمد حرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة