اختراقات إسرائيل لقطاع غزة من الشمال والغرب، عبر البوارج الحربية، واستهداف الشخصيات السياسية فى حماس، وصدور أوامر من الجيش الإسرائيلى للأجانب بمغادرة القطاع، واستدعاء لقوات الاحتياط، والتوغل المحسوب عبر الحدود .. مؤشرات اعتبرها عدد من الخبراء العسكريين دليلاً على قرب الاجتياح البرى لغزة، تمهيداً لفصلها عن الضفة وتحقيق الأهداف النهائية من العمليات. فهل تنفذ إسرائيل فعلاً تهديداتها بالاجتياح البرى لغزة، أم تكتفى بالقصف الجوى والبحرى المكثف، فيما سمته بإضعاف حماس؟
مناوشات تسبق التوغل
رداً على هذه التساؤلات، قال الخبير العسكرى اللواء أ.ح يسرى قنديل لليوم السابع، إن الاجتياح البرى لغزة على وشك بعد مرور 7 أيام على العدوان الإسرائيلى، دون أن تنتهى أهداف القصف الجوى بالقنابل الارتجاجية، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلى قام بعمل مناوشات على الحدود، وليس توغلاً كاملاً، واستدعى قوات الاحتياط بشكل مكثف، وقام باستهداف زوارق الصواريخ الحاملة لمدافع 76م وعليها صواريخ هربون لتدمير شمال القطاع وضرب الأهداف الأرضية مثل البيوت والصيادين، لتدمير اقتصاد غزة وشل كافة قدراتها وإمكانياتها والتأثير على معنويات المقاومة.
وأضاف قنديل: مع التفوق الرهيب للآلة العسكرية الإسرائيلية، وعدم تمكنها من القضاء على جيوب الصواريخ، سيجعلها تجتاح غزة برياً بشكل انتقامى باستخدام الدبابات الأمريكية الحديثة.
تصفية حماس
الخبير العسكرى اللواء أ.ح ممدوح عطية أكد لليوم السابع، أن إسرائيل ستمضى فى مخططها لتصفية حماس، باستخدام القوة المفرطة، وتنفيذ عملية اقتحام غزة بالدبابات، بعد انتهاء ما يسمى عسكرياً بتليين الدفاعات، أى القضاء على البنية الأساسية والأهداف ذات القيمة المضادة مثل مراكز التدريب والوزارات ومقار الشرطة.
وأوضح عطية أن المؤشرات الميدانية تؤكد أن إسرائيل خططت للاجتياح بعد القضاء على جيوب الصواريخ، التى تراجع معدل إطلاقها بشكل كبير، مما يشير إلى أن صواريخ جراد الحمساوية فى تناقص. مضيفاً: الواضح أيضاً أن حماس لا تمتلك أية مضادات للدبابات، وبالتالى فالاجتياح سيكون عملية سهلة اعتادت عليها إسرائيل، دون الاستجابة لأية ضغوط دولية أو الحديث عن القوة المفرطة وحقوق الإنسان، ولن يشغله تعداد الضحايا من المدنيين.
ومن جانبه قال السفير حسن عيسى قنصل عام مصر السابق فى تل أبيب لليوم السابع، إنه من الصعب على إسرائيل اجتياح غزة برياً للأسباب الآتية:
1ـ أن مساحة غزة الجغرافية لا تسمح بأى اجتياح برى، 360 كم، وعدد سكانها 1.5مليون نسمة.
2 ـ وجود كم كبير من الأسلحة فى غزة، وهى عبارة عن أسلحة حصلت عليها حماس من معسكرات فتح، عندما هربت وتركتها عقب إعلان حماس استقلاليتها عن قطاع غزة، وخاصة أنه تم تجريد قوات الشرطة التابعة لفتح من عربتين مدرعتين، فيهما سلاح وذخيرة، بخلاف أسلحة حماس الموجودة
لديها منذ فترة.
وأضاف عيسى: إسرائيل ليس من مصلحتها الاستيلاء على غزة، لكنها ستشدد الحصار عليها ثم تقوم باختراقات من الشمال والغرب، لتصفية جيوب الصواريخ وإرسال قوات خاصة تنفذ عمليات اغتيال للقادة.
وحمل عيسى حماس مسئولية ما يحدث من تطورات حربية، مؤكداً أن حماس تنفذ أهدافاً إسرائيلية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وهو ما جاء فى مؤتمر هيرتزليا أهم تجمع رسمى فى إسرائيل يختص بتحديد سياسات واستراتيجيات الفترة المقبلة.
وأشار عيسى إلى أن الهدف الذى تسعى إليه حماس هو تحقيق الحلم الإيرانى
التوسعى فى المنطقة عبر أدواتها فى لبنان "حزب الله" والعراق وحماس. مؤكداً أن صواريخ حماس تسببت فى إغلاق الثلاثة معابر الإسرائيلية "كرم شالوم وإيريز ونحال عوز"، وأفشلت كل التدخلات المصرية لفتح المعابر، والحصول على البنزين والسولار والكهرباء وتشغيل المستشفيات.
